أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقــة الثالثة عشرة بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة عشرة بعد المائة في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي

بعنوان: وقفة مع شَرْح دعاء القنوت للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله:

ولكن الله - سبحانه وتعالى - أَذِن لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يشفعَ له، لا لأنه عمُّه، ولكن لأنه قام بسعي مشكورٍ في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الإسلام، فشفَع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمِّه، فكان في ضَحْضاح من نار، وعليه نَعلان يغلي منهما دماغه، وإنه لأهْوَن أهل النار عذابًا؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ولولا أنا، لكان في الدَّرك الأسفل من النار)).

أقول: إذا قلنا في دعاء القنوت: "اللهم اهدنا فيمَن هَدِيت"، فإننا نسأل

الهدايتين: هداية العلم، وهداية العمل، وقوله: "فيمَن هَديت"، ما الذي جاء بها في هذا المكان؟ أي: لو اقتصَر الإنسان فقال: "اللهم اهدنا"، حصَل المقصود، لكن لماذا جاءت "فيمَن هديت؟"؛ ليكون ذلك من باب التوسل بنِعم الله - عز وجل - على مَن هداه أنْ يُنعم علينا أيضًا بالهداية؛ أي: إننا نسألك الهداية؛ فإن ذلك من مقتضى رحمتك وحِكمتك، ومن سابِق فَضْلك؛ فإنك قد هَدَيت أناسًا آخرين، فاهدنا فيمَن هَديْتَ.

"وعافنا فيمَن عافَيْتَ"، هل المعافاة هنا من أمراض البدن؟ أو من

أمراض القلوب؟ أو من الأمراض البدَنية والقلبيَّة؟

فالجواب: من الاثنين؛ أي: عافنا من أمراض القلوب، وأمراض الأبدان.

وما الذي يتبادَر إلى أذهانكم إذا دعوتُم الله بهذا الدعاء "وعافنا فيمَن عافيت"؟ الظاهر أنَّ العافية من أمراض البدن، لكن الذي ينبغي لك أن تستحضِرَه أن يُعافيك الله من أمراض البدن والقلب؛ لأنَّ أمراض القلوب هي المصائب؛ ولذلك نقول في دعاء القنوت: "ولا تجعل مصيبتنا في ديننا".

فأمَّا أمراض الأبدان، فمعروفة، لكن ما هي أمراض القلوب؟

الأولى: أمراض الشهوات ومنشؤها الهوى؛ فإن الإنسان يعرف الحقَّ لكن لا يُريده، فله هوى مخالفٌ لما جاء به النبي - عليه الصلاة والسلام.

الثاني: أمراض الشُّبهات ومنشؤها الجَهْل؛ فإن الإنسان الجاهل يَفعل الباطل ويظنُّه حقًّا، وهذا مرض، فأنت تسأل الله العافية من أمراض الأبدان وأمراض القلوب، التي هي أمراض الشُّبهات وأمراض الشهوات، وعندما تقول: أمراض الشهوات، فلا تظنُّ أننا نريد أمراض الشهوات الجنسيَّة وهي شهوة النكاح، ولكننا نريد كلَّ ما يريده الإنسان مما يُخالف الحقَّ، فإنها شهوة بمعنى إرادة، اشتهى أن يَبتدع في دين الله، أو اشْتَهى أن يحرِّف نصوص الكتاب والسُّنة لهواه، أو اشتَهى أن يَسرق، أو أن يشرَبَ الخمر، أو يزني، وما أشْبَه ذلك

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.