أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الخامسة والثلاثون موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي
بعنوان : أمراض الشُّبهات مُتعدِّدة :
ولهذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم فيما أثنى به على ربّه سبحانه: “لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ؛ والخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، والشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”. رواه مسلم . فلا يُنْسب الشَّر المُطْلق إلى الله سبحانه وتعالى . – وقوله: “فإنَّك تَقْضي ولا يُقْضَى عليك” يعني: تَحكُمُ بما تَشاءُ وتُقدِّرُه؛ ولا مُعقِّبَ لحُكمِك؛ ولا رادَّ لقَضائِك؛ قال سبحانه: (والله يَحكمُ لا مُعقّب لحُكمه وهو سريعُ الحساب) الرعد : 41. والله تعالى يَقضي على كلِّ شيء؛ وبكلّ شيء؛ لأنَّ له الحُكم والقضاء التام الشامل . فهو عزَّ وجلَّ يقضي القضاء الشرعيًّ؛ وهي أحكام الشَّرع؛ من واجبٍ وحلال وحرام وغيرها؛ ويَقْضي القضاءَ الكونيًّ، مِنْ حياةٍ وموتٍ؛ ورزقٍ ومُلكٍ؛ وعزّ وذل؛ وغيرها . – وقوله: “ولا يُقْضى عليك”: أي لا يَقْضي عليه أحدٌ منْ خَلْقه، فالعباد لا يَحْكمون على الله سبحانه، بل الله تعالى يَحكم عليهم، والعباد يُسألون عما عملوا، وهو لا يُسأل عما يَقْضي ويَحكم؛ قال سبحانه: (لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء: 32 . – وقوله: “إنه لا يَذِلُ مَنْ واليت، ولا يَعزّ مَنْ عَاديت”: هذا كالتعليل لقولنا فيما سبق من قوله: وتولّنا فيمن توليت، فإنه إذا تولّى اللهُ العزيز في أسْمائه وصفاته الإنْسان؛ فإنه لا يَذِل أبداً، ولا يلحقه هوانٌ في الدنيا، ولا في الآخرة . وإذا عادى اللهُ الإنسانَ؛ فإنه لا يعِز أبداً . وهذا يقتضى أنْ نَطلب العزّ من الله سبحانه، ونتقي من الذُّل بالله عزَّ وجلَّ؛ بطاعنه واجْتناب معصيته، كما قال سبحانه: (مَنْ كان يُريدُ العزّة فللّه العزةُ جَميعاً) فاطر: 10 . فلا يُمكن أنْ يذلّ أحدٌ حقيقةً؛ والله تعالى وليّه ومَولاه، والواجب الاجتهاد في سبيلِ تحقيق هذه الولاية؛ وبماذا تكون هذه الولاية؟ وقد قال تعالى: (ألا إن أولياءَ الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يَحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتّقون) يونس: 62-63 .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.