أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الثانية والثلاثون موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية و
الثلاثون في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: أمراض الشُّبهات مُتعدِّدة : فالمسلم في هذا الدعاء الشَّريف الجامع؛ يسألُ الله تعالى المُعَافاة والعَافية، مِنْ جميع أمْراض الأبْدان وعللها، ومِنْ جميع أمْراض القُلوب، التي هي أمْراضُ الشَّهوات؛ وأمراض الشَّبهات، بأقصر عبارة، وأجمع مقال. – قوله: “وتَوَلّنا فِيمنْ تولَّيت” أي: كنْ ولياً لنا؛ الولاية الخاصَّة؛ التي تقتضي العناية بمَنْ تولّاه الله عزَّوجلَّ؛ والتوفيق لما يُحبه ويَرضاه؛ والصَّبر عنْ كل ما يُغضب اللَّه تبارك وتعالى مِنَ الأقوال والأعْمال. ففيه توسلٌ إلى اللَّه تبارك وتعالى بفعل الوِلاية, وهو مُشْتق من اسْمين للَّه تعالى من الأسْماء الحُسنى؛ وهما: ” الوَلي”، و”المَولى” اللذين يَدلان على معنى الولاية؛ وهي ولايتان : الولاية العامة: وهي لكلّ الخَلائق , كما في قول اللَّه تعالى: ( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَق ألا له الحُكْمُ وهو أسْرعُ الحاسبين) الأنعام : 62 . والولاية الخاصَّة: وهي ولاية اللَّه تعالى للمؤمنين المُتقين، كما قال تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) البقرة: 257 . وقال: (بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) آل عمران: 150. وفي هذا تنبيهٌ: على أنَّ مَنْ حَصَل له ذُلّ في الناس، فهو بنقصان ما فاته مِنْ تولّي اللَّه تعالى له, وإلا فمَعَ الولاية الكاملة؛ يَنْتفي الذُّل كلُّه، ولو سلّط عليه مَنْ في أقطار الأرض . – وقوله : “وباركْ لنا فِيما أَعْطَيت”: أي: اجعلْ لي البركة فيما أعطيتني، وأنزلْ لي البركة فيما وهبتني؛ والبَرَكَة: هي الخَيرات الكثيرة الثابتة. – وقوله : “فيما أعْطَيت” : أي ممَّا أعْطيت؛ منْ جميع النّعم والهِبات؛ مِنَ المال والولد، والعلم والجاه والمَنْصب؛ وغير ذلك ممَّا أعْطى اللهُ عزَّ وجلَّ عباده، فتسألُ اللهَ البَركة فيها؛ لأنّ الله إذا لم يُبارك لك فيما أعطاك، حُرمت خيرًاً كثيرًاً؛ ولم تنتفع بتلك النِّعم.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.