أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة السادسة والعشرون موضــــــــــــــــــوع الوتـــــــــــــــــــــــــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة

والعشرون في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي

بعنوان : الآيات : {وَٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلْأَنْعَٰمِ مَا تَرْكَبُونَ (الزخرف - 12) :

 الصفة السابعة: قوله تعالى * (والذي خلق الأزواج كلها) * قال ابن عباس الأزواج الضروب والأنواع كالحلو الحامض والأبيض والأسود والذكر والأنثى، وقال بعض المحققين كل ما سوى الله فهو زوج كالفوق والتحت واليمين واليسار والقدام والخلف والماضي والمستقبل والذوات والصفات والصيف والشتاء والربيع والخريف، وكونها أزواجا يدل على كونها ممكنة الوجود في ذواتها محدثة مسبوقة بعدم، فأما الحق سبحانه فهو الفرد المنزه عن الشد والند والمقابل والمعاضد فلهذا قال سبحانه: * (والذي خلق الأزواج كلها) * أي كل ما هو زوج فهو مخلوق، فدل هذا على أن خالقها فرد مطلق منزه عن الزوجية، وأقول أيضا : العلماء بعلم الحساب بينوا أن الفرد أفضل من الزوج من وجوه :           

الأول : أن أقل الأزواج هو الاثنان وهو لا يوجد إلا عند حصول

وحدتين ؛ فالزوج يحتاج إلى الفرد وهو الوحدة غنية عن الزوج والغني

أفضل من المحتاج

الثاني : أن الزوج يقبل القسمة بقسمين متساويين ، والفرد هو الذي لا يقبل القسمة وقبول القسمة انفعال وتأثر وعدم قبولها قوة وشدة ومقاومة فكان الفرد أفضل من الزوج

الثالث : أن العدد الفرد لا بد وأن يكون أحد قسميه زوجا والثاني فردا فالعدد الفرد حصل فيه الزوج والفرد معا، وأما العدد الزوج فلا بد وأن يكون كل واحد من قسميه زوجا والمشتمل على القسمين أفضل من

الذي لا يكون كذلك

 الرابع : أن الزوجية عبارة عن كون كل واحد من قسميه معادلا للقسم الآخر في الذات والصفات والمقدار، وإذا كان كل ما حصل له من الكمال فمثله حاصل لغيره لم يكن هو كاملا على الإطلاق، أما الفرد ؛ فالفردية كائنة له خاصة لا لغيره ولا لمثله فكماله حاصلا له لا لغيره فكان أفضل الخامس : أن الزوج لا بد وأن يكون كل واحد من قسميه مشاركا للقسم الآخر في بعض الأمور ومغايرا له في أمور أخرى وما به المشاركة غير ما به المخالفة فكل زوجين فهما ممكنا الوجود لذاتيهما وكل ممكن فهو محتاج فثبت أن الزوجية منشأ الفقر والحاجة، وأما الفردانية فهي منشأ الاستغناء والاستقلال لأن العدد محتاج إلى كل واحد من تلك الوحدات، وأما كل واحد من تلك الوحدات فإنه غني عن ذلك العدد، فثبت أن الأزواج ممكنات ومحدثات ومخلوقات وأن الفرد هو القائم بذاته المستقل بنفسه الغني عن كل ما سواه، فلهذا قال سبحانه: * (والذي خلق الأزواج كلها) *....

[الأنترنت - تفسير الرازي - الرازي - ج ٢٧ - الصفحة ١٩٧ - قوله تعالى  : { والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون  } ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.