أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة التاسعة والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ الحلقة التاسعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (المنان) من اسماء
الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان:
الفرق بين منَّة الخالق عز وجل ومنَّة المخلوق:
فالعبد لا يغتر بطاعته، لا يغتر بهدى الله، لا يغتر بعطاء الله، لا يغتر بمال، لا يغتر بعلم، لا يغتر بأي شيء، لو اغتررت بنفسك تهلك، تضيع. ولذلك ينبغي على المؤمن دائما أن يستشعر معنى الافتقار إلى الله،
وأنه مهما ازداد في علم أو مال أو مكانة أو من الدنيا أو كذا أو كذا… فليعلم أن هذا كله من عطاء الله سبحانه وتعالى، وهذا نبي الله سليمان سبحان الله أعطاه الله ما أعطاه من الملك، ملك عظيم فماذا قال ؟ “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي …”يعني كل ملوك الدنيا لن يصلوا إلى ما آتاه الله لسليمان من جن وإنس وطير وحيوانات وكل شيء سخره الله والريح رخاء وعاصفة والشياطين كل بناء وغواص ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه… فلما رأى عرش بلقيس أمامه لم يتذكر قوته أو أنه الزعيم أو أنه الملك صاحب الألقاب والفخامة والضخامة… هذه الأشياء التي يخلعونها على أنفسهم إنما قال لله متواضعا: (هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)
والرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة فاتحا دخلها ومعه عشرة آلاف…. عشرة آلاف بالنسبة للأعداد الموجودة في هذا الوقت جيش ضخم، جيش
كبير…. فيدخل النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة بهذا الجيش الكبير، فماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
عندما استقبل جهة مكة وهو داخل إليها أحنى رأسه حتى كادت لحيته أن تمس الرحل (ظهر الناقة) التي كان يركبها تواضعا وإجلالا لله
سبحانه وتعالى.(بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ولذلك احذر أن يأتيك الخير إلى بابك ثم ترده متعاليا، أن يفتح لك باب وطريق إلى خير أو إلى الجنة أو إلى مساعدة محتاج أو إلى نصرة مظلوم ثم تتكبر وتقول لا… هذا ليس طريقي، أنا لا أحب ذلك، أنا أنا أنا …… {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } لو فتح لك باب خير، فاعلم أن الله أحبك أيا كان هذا الخير.
لو جعلك الله تعالى في مقام طاعة إعانة لفقير، مساعدة لمحتاج، نصرة لمظلوم، تخفيف لألم مريض، فافرح افرح أن الله هيأ لك ذلك.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .