أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة التاسعة والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ
الحلقة التاسعة والعشرون بعد المائة في موضوع (المنان) من اسماء الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان: المـنّ والأذى :
إن المن يطلق على القطع والانقطاع ومنه قوله تعالى: فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) سورة التين. أي غير مقطوع.
ويطلق أيضاً على اصطناع خير، والمنة هي النعمة الثقيلة، ومن ذلك قوله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ (164) سورة آل عمران. وقد
تكون المَّنة بالقول، وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة.
ومن صور المن التي وردت بذمها الآيات، ما جاء في قوله تعالى: وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) سورة المدثر. وقوله تعالى: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) سورة الشعراء. وقوله تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) سورة الحجرات. وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى (264) سورة البقرة.
وقال القرطبي -رحمه الله-: "المنُّ غالباً يقع من البخيل والمُعجب, فالبخيل تعظم في نفسه العطية وإن كانت حقيرة في نفسها, والمعجب يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة وأنه مُنعم بماله على المُعطَى, وإن كان أفضل منه في نفس الأمر, وموجب ذلك كله الجهل, ونسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه, ولو نظر مصيره لعلم أن
المنة للآخذ لما يترتب له من الفوائد".والمنَّ عموماً يحتمل تفسيرين: أحدهما إحسان المحسن غيرَ معتَدّ بالإحسان, يقال: لحقت فلاناً من فلان منّةٌ, إذا لحقته نعمةٌ باستنقاذٍ من قتل أو ما أشبهه, والثاني منَّ فلانٌ إذا عظَّم الإحسانَ وفخر به وأبدأ فيه وأعاد حتى يفسِده ويُبغّضه, فالأول حسن, ويدخل فيه كل صور المن من الله تعالى, والثاني قبيح وهو الذي يأتي على معنى التقرير للنعمة والتصريح بها أو أن يتحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المُعطي فيؤذيه, والمن حينئذ من الكبائر.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .