أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقــــة الثالثة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ الحلقة الثالثة عشرة بعد المائة في موضوع (المنان) من اسماء الله
الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان :
«التمنن» أسلوب ينفر أفراد الأسرة ويزيد من تباعد الأصدقاء :
إن العلاقات الاجتماعية التي تربط ما بين الأفراد في مختلف المجتمعات الإنسانية تعتبر اللبنة الأساسية لتواصلهم مع بعضهم البعض، وبالتالي لا يستطيع اي فرد ان يعيش بمعزل عن المجتمع الذي ينتمي إليه باختلاف شخصيات الأفراد وطريقة تعاملهم مع الآخرين، فمنهم من يشكل نقطة جذب لمن حوله بأسلوبه الراقي في التعامل وآخر ينفر منه الجميع لاتسامه بصفات تجعل من الصعب التعامل معه بسلاسة. ولعل من بين الصفات التي يتسم بها بعض الأشخاص والتي تجعل ممن يحيطون بهم من أقارب وأصدقاء ينفرون منهم ويتجنبونهم هي صفة التمنن، المتمثلة في أن يتمنن هذا الشخص على الآخرين بأعمال أو مساعدات قد انجزها لهم، وعندما عجزوا عن رد الجميل له اصبح يذكرهم بأفضاله عليهم. لا يجوز بتاتاً وحول ذلك تقول مريم إبراهيم 34 عاما «وهي ربة منزل انه لا يجوز بتاتا التمنن على الآخرين مهما كانت الظروف، حتى وان كنا على يقين بأنهم قادرين على مد يد العون إلينا، فنحن لا نعلم بما يجول بداخلهم، فلا يمكن الحكم على المظهر الخارجي لهم. وتضرب مثلا قائلة «فعلى سبيل المثال عندما طلب منا احدهم اقراضه مبلغ من المال وهو في امس الحاجة إليه، وبعد فترة من الزمن احتجنا إليه لأن يقرضنا وقد قابل طلبنا بالاعتذار وعدم قدرته على مساعدتنا، بيد اننا نرى انه قادر، فلا يمكن ان نجبره على ذلك او ان نشهر به أمام الآخرين بانه عندما احتاج إلينا قمنا بمساعدته، وفي وقت ضيقنا وحاجتنا إليه اعرض عن ذلك». وفي موقف آخر حدث معها تقول احتاج شقيقها لاستعارة سيارتها، فما كان منها إلا ان تقرضه السيارة، بيد انها لم تجبر شقيقها على اعطائها سيارته عندما اصيبت مركبتها بعطب، لعلمها انه لا يمتلك سوى هذه المركبة، مما حتم عليها استئجار سيارة». وتعتقد مريم ان الأشخاص الذين يتسمون بهذه الصفة يعود ذلك إلى البيئة التي نشأوا فيها وطريقة التربية، مشيرة إلى ان التمنن لا يتسم به الكبار بل حتى الأطفال، وبالتالي هي تسعى جاهدة للتخلص من هذا الأسلوب الذي يتبعه اطفالها فيما بينهم في بعض الأحيان، ومثال على ذلك عندما يطلب احد اطفالها من اخيه احضار كأس من الماء اليه، وفي مرة أخرى يجبر هذا الطفل أخاه بأن يقوم له بغرض ما بحجة انه احضر له كأس الماء في المرة السابقة، وهنا يأتي دورها للتدخل والتوضيح لهما ان مساعدة الآخرين يجب ان تكون من دون مقابل.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .