أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة السابعة والثمانون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ

الحلقة السابعة والثمانون في موضوع (المنان) من اسماء الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام :                                                 

وقال هنا في هذا الحديث: "بديع السَّماوات والأرض"، بديع: فعيل، بمعنى فاعل، أي: مُبدع، يعني: أنَّه أوجد السَّماوات والأرض على غير

مثالٍ سابقٍ، فهذا هو الإبداع، والشَّيء المبتدع هو المستخرج على

 غير مثالٍ سابقٍ، يعني: الذي وُجِدَ على غير نظيرٍ ولا مثيلٍ ولا شبيهٍ، فالله خلق هذه المخلوقات، وأنشأ هذا الخلق وابتدأه على ما أراد من غير مثالٍ يُحاكيه، فهذا معنى "البديع".

"بديع السَّماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام" عرفنا الجلال، وأنَّ من أهل العلم مَن فسَّره بالعظمة، أي: يا ذا العظمة والكِبرياء والإكرام لأوليائه -تبارك وتعالى-، وهو ما يُعطيهم ويُكرمهم به في الدنيا من النِّعَم الحسيّة والنِّعَم المعنويّة، وأعظم ذلك الهدايات والعلوم والمعارف، وكذلك أيضًا ما يحصل لهم في البرزخ والآخرة، وفي عرصات القيامة، وما يحصل لهم أيضًا في مُنتهى هذه الرحلة؛ حيث يدخلون الجنة، فيكون لهم ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلب بشرٍ.

فهنا الله -تبارك وتعالى- هو ذو الجلال والإكرام، بعض أهل العلم يقولون: "ذو الجلال والإكرام" يعني: أنَّه كما سبق مُكرمٌ لأوليائه، وهو أيضًا بهذه المثابة، وبهذه المنزلة من العظمة والكِبرياء.

وبعض أهل العلم يقولون: إنَّ ذلك بمعنى أنَّه مُستحقٌّ أن يُجَلَّ، وأن يُكْرَم، قالوا: "يا ذا الجلال والإكرام"، يعني: الذي ينبغي أن يُجلّ، وأن يُكرم، فلا يُجحد، ولا يُكفر به. هذا معنًى ذكره الخطَّابي  -رحمه الله- في شأن الدُّعاء -الكتاب المعروف-، وذكر الاحتمال الآخر، وهو المعنى المتبادر الذي ذكرتُه أولاً، ذكره احتمالاً، وعلى المعنى الآخر ذكر قولَه -تبارك وتعالى-: هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [المدثر:56] يعني: أهلٌ أن يُتَّقى، وأهلٌ أن يغفر.

فبعض أهل العلم يقولون أيضًا: بأنَّ قوله: "يا ذا الجلال" يعني: حقيقٌ بأن يُجلَّ، "والإكرام" يعني: أن يُكرم أولياءه. ففرَّقوا بين المعنيين، وهذا لا مُوجِبَ له -والله تعالى أعلم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .