أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة الخامسة والثمانون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ
الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع (المنان) من اسماء الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام :
وهذا من قبيل التَّوسل المشروع: أن يتوسّل إلى ربِّه -تبارك وتعالى-في دُعائه بأسمائه وصفاته، أو بثنائه عليه، أو بإظهار ضعفه، وعجزه،
ومسكنته، وفقره، وحاجته، فهذا كلّه من التَّوسل المشروع، أو يكون ذلك بالتَّوسل بأعمالٍ صالحةٍ عملها، فهذا لا إشكالَ فيه، كما في الثلاثة
الذين انطبقت عليهم الصَّخرة .
فهنا توسّل إلى الله -تبارك وتعالى- بهذه المعاني: "اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد"، وتقديم الجار والمجرور يُشعر بالحصر: "بأنَّ لك الحمد"، يعني: لك وحدك دون ما سواك، فالحمد كلّه لله -تبارك وتعالى-، و"أل" هذه تُفيد الاستغراق، يعني: جميع أنواع المحامد هي لك يا ربّ، وأنَّه لا يستحقّ الحمد من كل وجهٍ إلا مَن كان كاملاً من كل وجهٍ.
الحمد هو إضافة أوصاف الكمال إلى المحمود، ووصفه بصفات الكمال: "لا إله إلا أنت"، أي: لا معبودَ بحقٍّ سواك وحدك، لا شريكَ لك، فهذا الأوَّل إثباتٌ لوحدانيَّته -تبارك وتعالى-، والثاني نفيٌ للشُّركاء عنه.
وقال بعده: "المنان"، المنان هو المنعم، المعطي، من المنِّ الذي هو بمعنى العطاء، وكثيرًا ما يرد في كلام العرب "المنّ" بمعنى الإحسان والبذل، وما إلى ذلك، إلى مَن لا يستثيبه، يعني: يكون يبتدئ ذلك من غير أن يكون على سبيل المكافأة، ولا ينتظر منه عائدة، يعني: يُعطي لا على سبيل المقابلة والمكافأة لإحسانٍ سالفٍ صدر من المعطَى، ولا يكون ذلك أيضًا رجاء نفعٍ يعود عليه: إمَّا أن يكون نفعًا حسيًّا، كأن يُريد أن يكون ذلك سببًا لمكافأةٍ يُعطاها مثلما أعطى أو أكثر، كما يفعله بعضُهم، أو يكون ذلك أحيانًا لرجاء نفعٍ من المنافع، ويتساهل فيه كثيرٌ من الناس، وينتظر منه الثَّناء، أو الشُّكر، أو الدُّعاء، أو نحو ذلك، وهذا كلّه يُنافي ما جاء في وصف المحسنين، كما في قوله -تبارك وتعالى-: { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } [الإنسان:9].
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .