أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة الواحدة والثمانون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ
الحلقةالواحدة والثمانون في موضوع (المنان) من اسماء الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : محبطات الأعمال ؛ المن على الله عز وجل وعلى الناس :
فكل هذه الأمثلة صور للمن في العطية يحبط ثوابها، فالمن كبيرة من كبائر الذنوب، فقد روى أبو ذر الغفاري –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمَنَّانُ الَّذِي لا يُعْطِي شَيْئًا إِلاَّ مَنَّهُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ) رواه الإمام مسلم.
وبلغ من بعض الناس في منَّهم: أنهم يمنون على الله -عز وجل- بصالح أعمالهم وأنهم أفضل من غيرهم، فترى البعض إذا نُهي عن معصية أو ذُكِّرَ بواجب فرط فيه قال: ماذا تريدون مني أكثر من ذلك؟ فأنا مصلي ومزكي ولا آكل الحرام ولا أؤذي غيري ولم آكل مال يتيم، وأنا خير من فلان وعلان، وبدأ يعدد صالح أعماله عليك، كأنه يمنُّ بها على الله -عز وجل-، وقد حصل مثل هذا لبعض الأعراب في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم- حينما جاء نفر من بني أسد بن خزيمة وقدموا المدينة في سنة جدبة، وأظهروا الشهادتين، وكانوا يقولون لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-: أتيناك بالأثقال والعيال، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، فأعطنا من الصدقة، فجعلوا يمنون عليه –صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله تعالى عليه آخر سورة الحجرات قالت الأعراب آمنا( والتي فيها قوله تعالى {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.
فالمنة مذمومة من الخَلقِ؛ لأن الله تعالى هو المنان -جل وعلا-، يمن على عباده بنعمه، فلا ينبغي أن نمن على الله -عز وجل-؛ لأنه هو المعطي والمنان جل جلاله، بل نسأله بمنه وكرمه أن يعطينا؛ لأن من أسماءه الحسنى: المنان: أي كثير العطاء، فقد روى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ –رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- جَالِسًا، يَعْنِي وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ، دَعَا فَقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ: (تَدْرُونَ بِمَا دَعَا)؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى). رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .