أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة الثمانـــــــون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ

الحلقة الثمانون في موضوع (المنان) من اسماء الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : محبطات الأعمال ؛ المن على الله عز وجل وعلى الناس :                                                            فالمنُّ خُلقٌ لئيم، وشعورٌ بالعلو، لا يقدم عليه إلا من بهم مرض

الاستعلاء على الآخرين وحب إذلالهم أو لفت أنظار الناس إليهم، فالإسلام عندما أمر بالصدقة والإحسان إلى الناس وقضاء حوائجهم ما أراد مجرد سد الخلة وملء البطن، وإنما أراده تهذيبا وتطهيرا لنفس المعطي، وتوثيق صلته بأخيه الفقير في الله، وتعريفه بنعمة الله عليه وتزكية لنفسه من الكبر.

 والمنُّ يَذهبُ بهذا كله ويحوله إلى أذى، ويمزق أواصر هذه الأخوة في المجتمع ويثير العداوة والأحقاد؛ ولذلك قال جل وعلا: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }

والمن بالعطية له صور عديدة يتداولها بعض الناس في أحاديثهم وأفعالهم دون أن يشعروا فيبطل معروفهم، فهناك صنف من الناس يحسن إلى غيره إذا علم أن المقابل سيمدحه ويثني عليه، ولكن إذا لم يجد ذلك التكريم والثناء، أو حَدَثَ بينه وبين ذلك الرجل مشكلة، ذكّره بالمعروف الذي أسداه له، ومنَّ عليه بأفضاله إما سرا أو علانية أمام الملأ.

 سمع ابن سيرين رجلا يقول لآخر: أحسنت إليك وفعلت وفعلت، فقال له ابن سيرين: أسكت فلا خير في المعروف إذا أحصي.

وبعض الناس قد يمنُ على أنسابه وأهل زوجته، فيحدث زوجته بأنه أعطى أهلها وما زال يفعل ذلك، وأنه ذو فضل عليهم، ولولاه ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه، وأنه هو الذي وظّفَ أولادهم، ونحو ذلك من كلمات تبطل ثواب كل ما عمله نحوهم.

والبعض قد يمن على زميل له فيقول: أنا قد توسطت لك أو خدمتك وأنت لم تفعل ذلك، أو يقول: إن فلان ما يستاهل، فالمعروف عليه ضائع، فقد دعوته في المناسبة الفلانية وهو لم يدعني في أي مناسبة، والبعض حينما يطلب منك مساعدة فلم تفعلها، ذكَّركَ بحسناته عليك، وأنه أقرضك من ماله في اليوم الفلاني، وقدم لك المساعدة الفلانية، فكأنه لم يفعل ذلك لوجه الله -عز وجل- وإنما ليجعل ذلك رصيدا له عليك يستوفيه وقت الحاجة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .