أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة الثامنة والأربعون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ

الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع (المنان ) من اسماء الله

الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : المنُّ مُفسِدٌ للبيوتِ  :

ومعروفٌ أن المنَّ منْ أعظمِ الأذَى النَّفْسِيّ، والأذى النفسيُّ أشدُّ منَ

الأذَى الحِسيِّ، وبخاصة إذا صدر ممن حقه أن يكرمك ويدفع الأذى عنك! ويزداد سوءًا عندَمَا يُتحدثُ به أمامَ الآخِرينَ! وبعض الناس من جهله يَمُنُّ بما قدْ يكونُ واجبًا عليه، وهذا من العجب! فإِذَا كانَ وَاجبًا عليهِ! فلا مجال للمنِّ معَ الواجبِ؟ وإنْ كانَ تبرعًا فَلَا ينبغي أن يُفْسِدَهُ بهذا المنِّ، يقولُ اللهُ تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ} الصدقةُ هنَا تبرعٌ ليستْ بواجبٍ {يَتْبَعُهَا أَذًى}.

وقدْ بيّنَ العلماءُ أحكامَ المنِّ وتعدَّدَ ذكرُه في أبوابِ الفِقْهِ، حتى إنَّهم قاُلوا لَو أنَّ رجلًا في البريَّةِ، وفقدَ الماءَ، وحانَ وقتُ الصلاةِ فلمْ يجدْ ماءً فجاءَهَ رجلٌ ومَعَهُ ماءٌ فتبرعَ له بِهِ، ولكنْ أَدْرَكَ المحتاجُ للوضوءِ أنه سَيَمُنُّ عليهِ فقالوا: له أنْ يتيممَ ولا يأخذَ هذا الماءَ لئلا يُصيبَه أذى المنِّ! هذا معَ أنها فريضةُ الصلاةِ العظيمةِ القدرِ، فلا شكَ أن ما يتعلقُ بما هو دونَها أوْلَى بالردِّ.

إن الأذَى بالمنّ مُفسدٌ للأعمالِ ومفسدٌ للقلوبِ، فعلَى أهلِ البيتِ أن يتفطنوا لذلك، وعلى الزوجٍ والزوجة والأولاد أنْ يَنتبِهُوا لهذهِ القاعدة، ويضعوا الآية الكريمة {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} نصب أعينهم.

وعلى النقيضِ من هذه النماذجِ السلبيةِ، هناكَ آباءٌ وأزواجٌ يُحسِنونَ

كثيرًا لأزواجِهم ولأولادِهم، ويُشعِرونَهم -وهم صادقون في ذلك- بأنّ أولادهم وأزواجهم همْ أصحابُ المعروفِ عليهم، أحدهم سأل أباه في يومٍ منَ الأيامِ: كيفَ نكونُ أصحابَ المعروفِ وأنتَ المتفضِّلُ وأنتَ الْمُعطِي؟ فقال: لوْ أنَّ واحدًا منكمْ رَدَّ هَديتي أوْ عَطيتي ألَن يُؤَثِّرَ في نفسِي؟ قالوا: بلَى سَيؤَثِّرُ في نفسِكَ. قالَ: إذنْ أنتمْ المتفضِّلونَ عليّ؛ لأنكمْ أحسنتمْ إليَّ وَأَسْعَدْتموني، فقبولُكم لهديتي وعطيتي التي لا يُرجَى من ورائِها إلا وجهَ اللهِ تعالى مفرحٌ لي، فأنا أَشعرُ بالقربِ منْكم، وأشعرُ قبلَ ذلكَ أنه عبادةٌ لربي، وأشعرُ أنَّ هذَا دليلٌ علَى سلامةِ

القلوبِ، وأشعرُ أنَّ هذا منْ أسبابِ المحبةِ، ففي الحديث: "تهادُوا تحابُّوا".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .