أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــة السابعة والعشرون في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذ

الحلقة السابعة والعشرون في موضوع (المنان ) من اسماء الله

الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : الآية : { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ

خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍۢ يَتْبَعُهَآ أَذًى ۗ وَٱللَّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌ } (البقرة - 263) 

وقال بشر بن الحارث : رأيت عليا في المنام فقلت : يا أمير المؤمنين قل لي شيئا ينفعني الله به ، قال : ما أحسن عطف الأغنياء على

الفقراء رغبة في ثواب الله تعالى ، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بموعود الله . فقلت : يا أمير المؤمنين زدني ، فولى وهو يقول :قد كنت ميتا فصرت حيا وعن قليل تصير ميتا فاخرب بدار الفناء بيتا وابن بدار البقاء بيتا

الثانية : قوله تعالى : ( ومغفرة ) المغفرة هنا : الستر للخلة وسوء حالة المحتاج ، ومن هذا قول الأعرابي - وقد سأل قوما بكلام فصيح - فقال له قائل : ممن الرجل ؟ فقال له : اللهم غفرا! سوء الاكتساب يمنع من الانتساب . وقيل : المعنى تجاوز عن السائل إذا ألح وأغلظ وجفى خير من التصدق عليه مع المن والأذى ، قال معناه النقاش . وقال النحاس : هذا مشكل يبينه الإعراب . ( مغفرة ) رفع بالابتداء والخبر خير من صدقة . والمعنى والله أعلم وفعل يؤدي إلى المغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ، وتقديره في العربية وفعل مغفرة . ويجوز أن يكون مثل قولك : تفضل الله عليك أكبر من الصدقة التي تمن بها ، أي غفران الله خير من صدقتكم هذه التي تمنون بها .

الثالثة : قوله تعالى : ( والله غني حليم ) أخبر تعالى عن غناه المطلق أنه غني عن صدقة العباد ، وإنما أمر بها ليثيبهم ، وعن حلمه بأنه لا يعاجل بالعقوبة من منّ وآذى بصدقته .

وقال الطبرى :قال أبوجعفر: يعني تعالى ذكره بقوله:( قول معروف )، قولٌ جميل, ودعاءُ الرجل لأخيه المسلم ( ومغفرة )، يعني: وسترٌ منه عليه لما علم من خَلَّته وسوء حالته ( خير ) عند الله ( من صدقة )

 يتصدقها عليه ( يتبعها أذى ), يعني يشتكيه عليها، ويؤذيه بسببها

، كما ورد عن الضحاك: ...يقول: أن يمسك ماله خير من أن ينفق ماله ثم يتبعه منًّا وأذى.وأما قوله: ( غنيّ حليم ) فإنه يعني: " والله غني" عما يتصدقون به ( حليم )، حين لا يعجل بالعقوبة على من يَمنُّ بصدقته منكم, ويؤذي فيها من يتصدق بها عليه .وروي عن ابن عباس في ذلك : ( الغني )، الذي كمل في غناه, و ( الحليم )، الذي قد كمل في حلمه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .