أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــــة الثالثة عشرة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذ

الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (المنان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته والتي هي بعنوان : من آثار الإيمان باسم الله “المنان”:

ويجاب عن هذا بجوابين : أحدهما : أن التشبية وقع في الحال التي يحبط بها العمل ، وهي حال المرائي والمانّ المؤذي في أن كل واحد منهما يحبط العمل . الثاني : أنّ الرياء لا يكون إلا مقارنا للعمل ، لأنه ’ فعال ‘ من الرؤية التي صاحبها يعمل ليرى الناس عمله فلا يكون متراخيا ، وهذا خلاف المن والأذى فإنه يكون مقارنا ومتراخيا ، وتراخيه أكثر من مقارنته . وقوله : ( كَالَّذِي يُنفِقُ ) إما أن يكون المعنى كإبطال الذي ينفق فيكون قد شبّه الإبطال بالإبطال ، أو المعنى : لا تكونوا كالذي ينفق ماله رئاء الناس ، فيكون تشبيها للمنفق بالمنفق . وقوله : ( فمثله ) أي مثل هذا المنفق الذي قد بطل ثواب نفقته ( كمثله صفوان ) : وهو الحجر الأملس ، وفيه قولان : أحدهما : أنه واحد. والثاني : جمع صفوة ( عليه تراب فأصابه وابل ) وهو المطر الشديد ( فتركه صلدا ) : وهو الأملس الذي لا شيء عليه من نبات ولا غيره ، وهذا من أبلغ الأمثال وأحسنها ، فإنه يتضمن تشبيه قلب هذا المنفق المرائي ــ الذي لم يصدر إنفاقه عن إيمان بالله واليوم الآخر ــ بالحجر لشدته وصلابته وعدم الانتفاع به . وتضمن تشبيه ما علق به من أثر الصدقة بالغبار الذي علق بذلك الحجر ، والوابل الذي أزال ذلك التراب عن الحجر فأذهبه بالمانع الذي أبطل صدقته وأزالها ، كما يذهب الوابل التراب الذي على الحجر فيتركه صلدا فلا يقدر المنفق على شيء من ثوابه لبطلانه وزواله . وفيه معنى آخر وهو أن المنفق لغير الله هو في الظاهر عامل عملا يرتب عليه الأجر ، ويزكو له كما تزكو الحبة التي إذا بذرت في التراب الطيب أنبتت سبع سنابل في سنبلة مائة حبة ، ولكن وراء هذا الإنفاق مانع يمنع من نموه ، وزكائه ، كما أن تحت التراب حجرا يمنع من نبات ما يبذر من الحب فيه فلا ينبت ولا يخرج شيئا .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .