أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــــة التاسعة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذ

الحلقة التاسعة في موضوع (المنان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته

والتي هي بعنوان : من آثار الإيمان باسم الله “المنان”:

 2ــ قد ذكّرنا حديث الرسول ﷺ في حرمة المنّ ، وأن المنان من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، وهو أنه لا يعطي شيئا إلا منّه . وقد قسم الإمام ابن القيم رحمه الله المنّ في الناس إلى قسمين في كلامه عن المنفقين وأنواعهم فقال : فالمن نوعان : أحدهما منّ بقبله من غير أن يصرح به بلسانه ، وهذا إن لم يبطل الصدقة ، فهو من نقصان شهود منّة الله عليه في إعطائه المال وحرمان غيره ، وتوفيقه للبذل ومنع غيره منه ، فللّه المنة عليه من كل وجه ، فكيف يشهد قلبه منه لغيره ؟ والنوع الثاني : أن يمن عليه بلسانه ، فيعتدى على من أحسن إليه بإحسانه ، ويريه أنه اصطنعه وأنه أوجب عليه حقا وطوّقه منّة في عنقه فيقول : أما أعطيتك كذا وكذا ؟ ويعدد أياديه عنده . قال سفيان : يقول أعطيتك فما شكرت . قال عبد الرحمن بن زياد كان أبي يقول : إذا أعطيت رجلا شيئا ورأيت أن سلامك يثقل عليه فكف سلامك عنه ، وكانوا يقولون : إذا اصطنعتم صنيعة فانسوها ، وإذا أسديت إليكم صنيعة فلا تنسوها . وفي ذلك قيل : وإن امرءا أهدى إليّ صنيعة وذكّرنيها مرة لبخيل وقيل : صنوان من منح سائله ومنّ ، ومن منع نائله وضنّ . ثم ذكر اختصاص الله تعالى بالمنّ وأسباب ذلك فقال : وحظر الله على عباده المنّ بالصنيعة واختص به صفة لنفسه لأن منّ العباد تكدير وتعيير، ومنّ الله سبحانه وتعالى إفضال وتذكير . وأيضا : فإنه هو المنعم في نفس الأمر والعباد وسائط ؛ فهو المنعم على عبده في الحقيقة . وأيضا فالامتنان استعباد وكسر وإذلال لمن يمن عليه ولا تصلح العبوديه والذل إلا لله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .