أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــــة الثامنة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذ
الحلقة الثامنة في موضوع (المنان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته
والتي هي بعنوان : من آثار الإيمان باسم الله “المنان”:
قال القرطبي : فيجب على كل مسلم أن يعلم أن لا منّان على
الإطلاق إلا الله وحده ، الذي يبدأ باالنّوال قبل السؤال . ثم يعترف بالمنة لله وحده . كما روي أن النبي ﷺ لما جمع الأنصار فذكّرهم ، وقال : ” ألم يكن أمركم شيئا فجمعه الله بي ، ألم تكونوا عالة فأغناكم الله بي ، ألم تكونوا خائفين فأمنكم الله بي ” وهم في ذلك يقولون : الله ورسوله أمنّ …الحديث إلى آخره. ( فأقرّوا ) لله ثم لرسوله بالنعمة ، وولّوا النعمة لرب النعمة ، والله أعلم . ثم إذا أعطى أحدا من خلقة مما أنعم الله تعالى به عليه فلا يمن به ، بل يستصغره ، ويتناساه ، ويرى الفضل لغيره في قبوله منه ، لا له . وقال بعضهم : المن ّ التّحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المعطى فيؤذيه . قال العلماء : وإنما على المرء أن يريد وجه الله تعالى وثوابه بانفاقه على المنفق عليه ، ولا يرجو منه شيئا ، ولا ينظر من أحواله في حال سوى أن يراعي استحقاقه . قال الله تعالى : ( لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [ الإنسان : 6] . متى أنفق ليريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه ، فهذا لم يرد به وجه الله ، فهذا إذا أخلف ظنه فيه ، منّ بإنفاقه وآذاه . وكذلك من أنفق مضطرا دافع غرم ، إما لأنه المنفق عليه ، أو لعلة أخرى ، من اعتناء معتن ، فهذا لم يرد به وجه الله ، وإنما يقبل
ما كان عطاؤه لله ، وأكبر قصده ابتغاء ما عند الله .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .