أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــــــــــة الثالثة في موضــــــــــــــــــوع المنـــــــــــــــــــــــــــــــان
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذ الحلقة الثالثة في موضوع (المنان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته ،
والتي هي بعنوان : معنى المنان :
والقسم الثاني : وهو أن يمن الإنسان بالعطية ، أي : يذكرها ويكررها ،فهو المذموم . ومنه قوله تعالى : (لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ ) [البقرة :264] . وقال رسول الله ﷺ : ” ثلاثة لا يكلمهــم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل ، والمنّان ، والمنفّق سلعة بالحلف الكاذب ” . والمنّان : الذي لا يعطي شيئا إلا منّة ، كذا جاء مفسرا في كتاب مسلم . والمنان أيضا : الذي يمنّ على الله بعمله . وهذا كله في حق المخلوق حرام مذموم . وهو الذي قال فيه الرسول ﷺ : ” لا يدخل الجنة منّان ” . ولو كان البارئ سبحانه يدر العطاء على عباده منّا عليهم بذلك وتفضلا ، كانت له المنة في ذلك . فيرجع المنان إذا كان مأخوذا من المنّ الذي هو العطاء إلى أوصاف فعله . ويرجع المنان إذا أخذته من المنّة التي هي تعداد النعمة وذكرها والافتخار بفعلها في معرض الامتنان ، إلى صفة كلامه تعالى . [ من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي ]
وقد ثبت هذا الاسم في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، روى الإمام أحمد
وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى".
والمنان: هو كثير العطاء، عظيم المواهب، واسع الإحسان، الذي يدر العطاء على عباده، ويوالي النعماء عليهم تفضلاً منه وإكراماً، ولا منان
على الإطلاق إلا الله وحده، الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال، له المنة
على عباده، ولا منَّة لأحد منهم عليه، تعالى الله علواً كبيراً، وهو أمر مشهود للخليقة كلها برِّها وفاجرها من جزيل مواهبه، وسعة عطاياه، وكريم أياديه، وجميل صنائعه، وسعة رحمته، وبره ولطفه، وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها، وصرفها بعد وقوعها، ولطفه تعالى في ذلك إلى ما لا تبلغه الآمال.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .