أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة التاسعة والثلاثــــــون بعد المائتيــــــــــــــــــــــن في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة التاسعة والثلاثون بعد المائتين في موضوع (الباعث) وهي بعنوان
*معنى البعث والنشور :وقال الأزهري رحمه الله تعالى: "والبعث في كَلَام الْعَرَب على وَجْهَيْن : أَحدهمَا: الْإِرْسَال؛ كَقَوْل الله تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى ﴾ ، مَعْنَاهُ: أرسلنَا... وثانيها: الْإِحْيَاء من الله
للموتى، وَمِنْه قَوْله جلَّ وعزَّ: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ ، أَي: أحييناكم".
وقال الرَّاغب رحمه الله تعالى: "فالبعث ضربان: بشري؛ كبعث البعير، وبعث الإنسان في حاجة، وإلهي، وذلك ضربان، أحدهما: إيجاد
الأعيان والأجناس والأنواع؛ وذلك يختصُّ به الباري تعالى، ولم يقدر عليه أحد، والثاني: إحياء الموتى،وقد خَصَّ بذلك بعضَ أوليائه؛ كعيسى صلى الله عليه وسلم وأمثاله،ومنه قوله عزوجل:﴿فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ﴾،يعني: يوم الحشر".
(ب): البعث في الشرع:المراد بالبعث في الشَّرع هو:
إحياء الله الموتى وإخراجُهم من قبورهم للحساب والجزاء.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "البعث: هُوَ الْمَعَادُ وَقِيَامُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
وقال السفاريني رحمه الله تعالى:أمَّا الْبَعْثُ فَالْمُرَادُ بِهِ: الْمَعَادُ الْجُسْمَانِيُّ؛ فَإِنَّهُ الْمُتَبَادِرُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ؛ إِذْ هُوَ الَّذِي يَجِبُ اعْتِقَادُهُ وَيُكَفَّرُ مُنْكِرُهُ".
وقال السيد سابق رحمه الله تعالى عن البعث: "وهو إعادة الإنسان روحًا وجسدًا، كما كان في الدنيا".
وهكذا يكون حينما تتعلق إرادة الله تبارك وتعالى بذلك؛ فيخرجون من القبور حفاة عراة غُرلًا بُهْمًا، ويساقون ويجمعون إلى الموقف لمحاسبتهم ونيل كل مخلوق ما يستحقه من الجزاء العادل.
وهذا ما تشير إليه كثير من الآيات الواردة في كتاب الله عز وجل، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾. وقوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾. وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير،وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ وقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .