أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة الواحدة والثلاثــــــون بعد المائتيــــــــــــــــــــــن في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والثلاثون بعدالمائتين في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :  عوامل الوحدة في العالم الإسلامي كثيرة أبرزها :                                                                       أولاً: العامل العقدي :                                                                                                                                       ويمثل هذا العامل الرابطة والوشيجة الإيمانية بين كل المسلمين من الشرق إلى الغرب؛ فالمسلم أخو المسلم، والعقيدة هي رابطة الوحدة المشتركة بين أفراد الدين الواحد، وهي الروح السارية فيهم، ولذلك كانت الأخوَّة الدينية بين المسلمين هي أصدق تعبير عن هذه الوحدة المشتركة التي قررها القرآن الكريم بقوله:{إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ}[الحجرات: 10].

 فالعقيدة إذن هي الأساس الذي يرتفع عليه بناء الدين فإذا قوي

الأساس وخَلُص من الانحراف العقدي الذي بدأ يتلقى دعماً من قِبَل الأعداء (الشيعة في العراق، والمتصوفة في جميع منـاطق العـالم الإسلامي، والطـرق المنحـرفة: كالبهـائية، والمـذاهب الإلحــــــــــادية: من عَلمـانية وماركسـية وليبرالية...)، إذا قوي ذلك الأساس سَهُل تصحيح بقية الانحرافات الأخرى، وأمكن للأمة الاجتماع واللقاء.

ثانياً: العامل الجغرافي :

معظم دول العالم الإسلامي تقع في قارتَي: آسيا وإفريقيا، ويبلغ عددها

(56) دولة، أراضيها متصلة بعضها ببعض، وهناك تواصل رَحِمِي بين سكان هذه الدول التي فصلتها أيادي (الاستخراب) بالحدود المصطنعة الوهمية. والشعور الشعبي تجاه الوحدة الإسلامية كبير وغامر رغم السلبيات التي صنعتها الحكومات؛ فالعامل الجغرافي يدعم الوحدة المنشودة بصيغةٍ عمليةٍ ممكنة لمواجهات التكتلات العالمية.

ثالثاً: التاريخ والتراث :

فالأمة الإسلامية لها تاريخ وتراث اشتركت فيهما كل القوميات الموجودة

في العالم الإسلامي؛ فبنَوا صرح الحضارة الإسلامية متعاونين متكاتفين،

ولكلٍّ جهدٌ مقدَّر في بناء هذه الحضارة الكبيرة.                                                                                                                          رابعاً: منطق العصر:  منطق العصر الحاضر هو الوحدة والتجمع، وغضُّ الطرف عن الماضي بجراحاته وآلامه التي من الصعب أن تُنسَى،

خامساً: المصالح المشتركة :

 إن المصلحة العليا للدول الإسلامية قاطبة مشتركة، وهي انتشار الثقافة الإسلامية، وأسلمة المؤسسات والدوائر الرسمية، وهذا واجب

شرعي على عاتق الجميع ولا بد من تجسيده على أرض الواقع،

سادساً: العدو المشترك :

قال  تعالى -: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة: 120]. هذا كلام خالق الخلق، العارف بمكنونات النفس البشرية؛ فاليهود والنصارى على الرغم من صراعهم الدموي الطويل، واتهام النصارى لليهود بقتل عيسى - عليه السلام - لكنهم في العصر الحاضر أدركوا ما يهدد وجودهم، كما أدركها سلفهم مع نبينا صلى الله عليه وسلم؛ حيث جمعوا الأحزاب لاستئصال شأفة المسلمين ولكن خاب ظنهم وفَألُهم، وأيَّد الله جنده بنصر من عنده.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .