أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة الواحدة والعشــــــرون بعد المائتيــــــــــــــــــــــن في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والعشرون بعدالمائتين في موضوع (الباعث) وهي بعنوان: * معجزة القرآن التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :

فظهرت فصاحة القرآن وأذعن لها الكفار:

حدث في الفترة المكية في بداية البعثة أن الفرس انتصروا على الروم، والروم أهل كتاب والفرس يعبدون النار، فكان الروم هم أقرب إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن أهل الكتاب كفرهم أخف من كفر عابدي الصنم وعابدي النار، والمشركون أقرب إلى الفرس فحزن المسلمون لذلك، فبشرهم الله عز وجل بأن الروم سوف ينتصرون على الفرس في بضع سنين، والبضع في لغة العرب من ثلاثة إلى تسعة، وبعد سبع سنين من نزول هذه الآية الكريمة انتصرت الروم على الفرس كما أخبر القرآن سواء بسواء.

ثم قال عز وجل { لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ } [الروم:4] أي: أن المسلمين سوف ينتصرون على الفرس والروم، وإذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده، وإذا ذهب قيصر فلا قيصر بعده، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وتحقق هذا الوعد الصادق للمسلمين.

وقال عز وجل والمسلمون يعذبون في ربوع مكة: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } [القمر:45] في سورة القمر وهي سورة مكية، وتحقق هذا الوعد الصادق في أول لقاء بين الكفر والإيمان، في يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، انتصر المسلمون على الكفار نصراً مؤزراً قال تعالى: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } [آل عمران:123] .

فهذا الإعجاز من إعجاز القرآن، وهو أنه أخبر بالمغيبات، ووقع الأمر كما أخبر القرآن سواء بسواء.

الوجه الثالث عباد الله: الإعجاز بالتحدي، فقد تحدى الله عز وجل الخلق على أن يأتوا بمثل القرآن، فعجزوا عن ذلك، فتحداهم الله عز وجل على أن يأتوا بعشر سور من سور القرآن، فعجزوا عن ذلك، فتحداهم الله عز وجل على أن يأتوا بسورة واحدة من سور القرآن، فعجزوا عن ذلك، وأخبر الله عز وجل عن عجزهم حيث قال عز وجل { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [الإسراء:88] أي: لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ومعيناً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .