أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة الواحدة والتسعـــــــــــون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

الحلقة الواحدة والتسعون بعد المائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :*صفة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم :

والرسول عليه الصلاة والسلام بعدما فتح الله عليه مكة استعد للقاء

ربه جل وعلا، واجتهد في عبادة ربه  وتسبيحه والتوبة إليه واستغفاره، ولم يزل على ذلك حتى لقي ربه جل وعلا، وقد غزا تبوك بعد ذلك بعد الفتح لقصد قتال الروم، ثم رجع ولم يلق كيدا، ثم مكث في المدينة عليه الصلاة والسلام ما شاء الله، ثم حج حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة عليه الصلاة والسلام، وعلم الناس شرائع الحج وبين لهم أحكام الحج، وقال: خذوا عني مناسككم، فلعلي لا ألقاكم بعد ذلك عليه الصلاة والسلام.

ثم بعد انتهاء حجة الوداع رجع إلى المدينة عليه الصلاة والسلام وخطب

 الناس في الطريق، وذكرهم بالله وأوصاهم بكتاب الله والتمسك بالقرآن

العظيم، وأوصاهم بآل بيته والإحسان إليهم.

فلما وصل المدينة مكث بها بقية ذي الحجة والمحرم وصفر، ثم مات في ربيع الأول عليه الصلاة والسلام، وانتقل إلى الرفيق الأعلى عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم بعدما أتم الله به النعمة، وأظهر به الإسلام، وأكمل به الدين، فعليه من ربه أفضل الصلاة وأكمل التسليم، وقد نزل في هذا قوله جل وعلا: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] أنزل الله هذه الآية يوم عرفة، والنبي واقف بعرفة عليه الصلاة والسلام.

فيا أيها المسلمون،اعرفوا قدر هذا الدين العظيم، اعرفوا هذا الدين الذي منَّ الله عليكم به، أيها العرب اعرفوا هذا الدين العظيم الذي جمعكم الله به بعد الفرقة والاختلاف، وأغناكم به بعد العيلة والفقر، وهداكم به بعد الضلالة والعمى حتى صرتم رؤوس الناس، حتى كنتم أمة واحدة معروفة مرغوبة الجانب، معظمة عزيزة، حتى صرتم ملوك الناس، ملكتم الدنيا ورفعتم راية الإسلام في عهد الصديق وعهد عمر، كما رفعتم ذلك في عهد النبي عليه الصلاة والسلام.

فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا قدر هذا الدين وعظموه، وعضوا عليه بالنواجذ، وتواصوا به رحمكم الله، تواصوا بهذا الدين العظيم، وادعوا الناس إليه، وعظموه واعملوا به حتى يعظمه الناس ويعملوا به، فأنتم حملته، وأنتم أهله الذي نزل بلسانكم، وجاء القرآن بلسانكم، والنبي منكم، ولغته لغتكم، فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله أيها العرب، واتقوا الله أيها المسلمون جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها، حافظوا على هذا الدين العظيم، لا تضيعوه، حافظوا عليه وراقبوا الله فيه، واتقوا الله أيها الرؤساء والزعماء، اتقوا الله في هذا الدين العظيم، راقبوا الله في هذا الدين العظيم، اعتصموا به، واستقيموا عليه، وادعوا الناس إليه، فوالله الذي لا إله إلا هو إنه لا عز لكم إلا به.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته