أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة التاسعة والثمانـــــــــــون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والثمانون بعد المائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

*صفة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم :

والمقصود أن الله جل وعلا أظهر دينه وأعلى كلمته وأعز نبيه وجنده، فهذا من رحمته جل وعلا، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصًا على هداية الناس، لطيفًا في دعوته، رحيمًا رقيقا عليه الصلاة والسلام لينًا، لم يكن فظًّا غليظًا بل كان يرفق بالناس، ويلطف بهم، ويعطف عليهم، ويعطيهم المال الكثير، كل ذلك من باب التأليف لعلهم يدخلون في الإسلام برغبة واقتناع ومحبة لهذا الدين العظيم، فإنه دين الفطرة، هذا الدين العظيم هو دين الفطرة، وهو دين العقل، وهو دين العدالة،

 فلذلك ما فكر فيه عاقل إلا وأحبه ودخل فيه.

ولما هاجر المسلمون إلى الحبشة وقرأ جعفر بن أبي طالب على النجاشي سورة مريم وعرف ما فيها في قصة عيسى آمن بذلك وصدق بذلك، ودخل في دين الله رحمة الله عليه، لأنه رجل عاقل عرف بعقله وفطرته أن هذا الدين العظيم هو دين الله، وأنه موافق لما جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام فآمن به واتبعه، وهكذا كل عاقل له أدنى تمييز وأدنى بصيرة إذا نظر في هذا الدين وفي أصوله وأهدافه قبله ودخل فيه، ولكن كثيرا من الناس يقف بهم الرؤساء والكبار عن الدخول فيه، وبعض الناس يقف به الهوى والطمع كاليهود وأشباههم والحسد، فإنه وقف بهم الهوى والطمع والحسد عن الدخول في دين الله جل وعلا، إلا نفرا يسيرا جدا من اليهود دخلوا في دين الله.

فلما فتح الله على نبيه مكة عليه الصلاة والسلام تتابع الناس في الدخول في هذا الدين العظيم، ولم يزل عليه الصلاة والسلام يدعو إلى الله جل وعلا ويرشد إلى الله  من بقي من الناس، وقد كتب إلى الملوك في سائر الدنيا، كتب إليهم يدعوهم إلى الله جل وعلا، كتب إلى كسرى ملك الفرس، وإلى قيصر ملك الروم، وإلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى غيرهم كتب إليهم يدعوهم إلى الله جل وعلا ويرشدهم إليه ، ويخبرهم أنه رسول الله حقًّا إلى جميع الناس، فمنهم من قارب، ومنهم من دخل في الإسلام كالنجاشي، ومنهم من مزق الكتاب ككسرى فمزق الله ملكه شذر مذر، وتملكه المسلمون بحمد الله بعد ذلك، وصارت بلاد كسرى في يد المسلمين، وأمواله بيد المسلمين،

وذريته ونساؤه في يد المسلمين فضلا من الله وإحسانا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .