أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقة الواحدة والستــــــــــــــــون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة و الستون بعدالمائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :           * إن العلم المعتبر هو العلم الباعث على العمل : حبُّ الله هو الفطرة:

وحبُّ الله هو فِطرةُ القلب التي فُطِر عليها، قال ابن تيمية: "والقلب إنَّما خُلِق لأجل حبِّ الله تعالى، وهذه الفِطرة التي فَطر اللهُ عليها عبادَه كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ مَولودٍ يولَد على الفِطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه، كما تنتجُ البهيمةُ جمعاء هل تحِسُّون فيها مِن جدعاء))، ثمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30]؛ أخرجه البخاري ومسلم، فالله سبحانه فطَر عبادَه على محبَّته وعبادتِه وحده، فإذا تُركَت الفطرةُ بلا فساد كان القلب عارفًا بالله محبًّا له عابدًا له وحده".

ومن سلَك طريقَ التأمُّل في الأسماء والصِّفات ولاحَظ نِعمَ الله عليه كيف لا يكون حبُّ الله تعالى أعظم شيءٍ لديه، قال أبو سليمان الواسطي: "ذِكر النِّعَم يورِث المحبَّة"، وقال ابن القيم: "فإذا انضمَّ داعي الإحسان والإنعام إلى داعي الكمال والجمال لم يتخلَّف عن محبَّة مَن هذا شأنه إلَّا أردَأُ القلوب وأخبَثها وأشدها نقصًا وأبعدها من كلِّ خير؛ فإنَّ الله فطَر القلوبَ على محبَّة المحسِن الكامِل في أوصافه وأخلاقِه، وإذا كانت هذه فِطرة الله التي فطَرَ عليها قلوب عبادِه، فمِن المعلومِ أنَّه لا أحد أعظم إحسانًا منه سبحانه وتعالى، ولا شيء أكمَل منه ولا أجمَل، فكلُّ كمالٍ وجمال في المخلوق من آثار صنعِه سبحانه وتعالى، وهو الذي لا يُحَدُّ كمالُه ولا يوصَفُ جلاله وجمالُه، ولا يُحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه بجميل صِفاته وعظيم إحسانه وبديع أفعاله؛ بل هو كما أَثنى على نفسه، وإذا كان الكمال محبوبًا لذاته ونفسه وجَبَ أن يكون الله هو المحبوبَ لذاتِه وصِفاته؛ إذ لا شيء أكمَل منه، وكلُّ اسم من أسمائه وصِفة من صفاته وأفعاله دالَّة عليه، فهو المحبوب المحمود على كلِّ ما فعَل وعلى كلِّ ما أمَر؛ إذ ليس في أفعاله عبَثٌ ولا في أوامره سفَه، بل أفعاله كلُّها لا تخرج عن الحكمة والمصلحَةِ، والعدلِ والفضل والرَّحمة، وكل واحد من ذلك يَستوجب الحمدَ والثَّناء والمحبَّة عليه، وكلامه كلُّه صِدق وعدلٌ، وجزاؤه كلُّه فضل وعدل؛ فإنَّه إن أعطى فبفضله ورحمتِه

 ونعمتِه، وإن منع أو عاقَب فبعدله وحكمته.

ما للعباد عليه حقٌّ واجب  *** كلَّا ولا سعيٌ لديه ضائعُ

إن عُذِّبوا فبعدله أو نُعِّموا  *** فبفضلِه وهو الكريمُ الواسِعُ".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .