أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الثامنة بعد المائة في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة بعد المائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :          

*الباعث الرابع: الأسلوب المُعْجِز للرسول صلى الله عليه وسلم في ألفاظه وفي مجال التعليم :

وقالت أيضًا رضي الله عنها: إن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا، لو عَدَّه العَادُّ لأَحْصَاه.

ولمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابةَ رضوان الله عليهم سيخلُفونه في حمل

الأمانة، وتبليغ الرسالة، كان يتَّبع معهم الوسائل التربوية في إلقاء الحديث عليهم، ويسلك معهم سبيل الحكمة؛ كي يجعلهم أهلًا لتحمُّل المسؤولية

وكان صلى الله عليه وسلم حريصًا على تعليم أصحابه رضوان الله عليهم، وإرشادهم، حتى إنه ربما يرفع صوته ليُسْمِعَهُم؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: تَخَلَّف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةٍ سافرناها، فأدركَنَا وقد أَرْهَقَتْنَا الصلاة ونحن نتوضَّأ، فجعلنا نمسحُ على أرجُلِنا، فنادى بأعلى صوته صلى الله عليه وسلم: ((ويلٌ للأعقابِ من النار!))؛ مرتين أو ثلاثًا.

وكان صلى الله عليه وسلم يتلَطَّف بهم ويُخاطبهم على قدر عقولهم، ولم يكن بينه وبينهم حاجب، كما كان يفعل الملوك، بل كان يُعلِّمهم في المسجد، وفي الطريق، وفي كل مكان، وكان يستخدم كثيرًا من وسائل التوضيح، ويضرب لهم الأمثال؛ يستخدم العبارة المُعْجِزة، والإشارة المُفْهِمة، والرسم الدال على المعنى، حتى تفتَّحت قلوب سامعِيه للهداية، وامتلأت صدور أصحابه رضوان الله عليهم بتعاليمه، حتى كأنما كُتِبت فيها كتابةً بالكلمة والحرف، فأحبُّوا العلم ونهلوا منه، كلٌّ على قدر استطاعته، ونقلوه إلى الجيل الذي جاء بعدهم من غير زيادةٍ أو نقصان، أو تحريفٍ أو تشويه.

 [الألوكة - بواعث الصحابة على خدمة السنة  - د. أيمن محمود مهدي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .