أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الخامسة بعد المائة في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة بعد المائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :          

*الباعث الثالث: حبهم الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

رأى الصحابةُ رضوان الله عليهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوا وجهَه الكريم صلى الله عليه وسلم، وعاينوا معجزاتِه الباهرةَ صلى الله عليه وسلم، وعرَفوا سيرتَه الشريفة صلى الله عليه وسلم؛ فأحبُّوه حبًّا شديدًا، فاق حبَّهم لآبائهم وأمهاتهم؛ بل فاق حبهم لأبنائهم وأنفسهم، وقدَّموا حبَّه صلى الله عليه وسلم على كل حب، وأمْرَه صلى الله عليه وسلم على كل أمر.

1- عن عبدالله بن هشام التيمي رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخِذٌ بيد عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له عمرُ رضي الله عنه: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا، والذي نفسي بيده، حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك))، فقال له عمر رضي الله عنه: فإنه الآن، والله لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((الآنَ يا عمر)).

ذكر القاضي عياض أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سُئِل: "كيف كان حبُّكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، قال: "كان والله أحبَّ إلينا من أموالِنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظَّمأ".

2- وعلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه رضوان الله عليهم أن شرطَ الإيمان أن يُحِبُّوه صلى الله عليه وسلم أكثرَ من الناس جميعًا، فقال لهم: ((لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ

إليه من والده وولده والناس أجمعين)).

3- وأن حلاوةَ الإيمان لا يذوقُها العبدُ المسلم إلا إذا كان اللهُ عز وجل ورسولُه صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه مما سواهما؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما...))؛ الحديث

4- ولقد بلغ من حُبِّ الصحابةِ رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يحرِصون على سماع كلِّ كلمةٍ تصدر من شفتيه صلى الله عليه وسلم، أو إشارةٍ تصدر من يديه صلى الله عليه وسلم؛ فما كان أحدٌ يُحبُّ أحدًا كما كان أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّون محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولقد نصَّ على ذلك عروةُ بن مسعود الثقفي رضي الله عنه قبل إسلامه، والحقُّ ما شهِدت به الأعداء.

قال عروة بن مسعود رضي الله عنه: "والله لقد وفدتُ على الملوك، ووفدتُ على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيتُ مليكًا قط يُعظِّمه أصحابُه ما يعظِّم أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم محمدًا صلى الله عليه وسلم، والله إن يتنخَّم نُخَامةً إلا وقعت في كفِّ رجلٍ منهم فَدَلَكَ بها وجهَه وجِلْدَه، وإذا أمرهم صلى الله عليه وسلم ابتدروا أمره، وإذا توضَّأ صلى الله عليه وسلم كادوا يقتتلون على وَضُوئه صلى الله عليه وسلم، وإذا تكلَّموا خفضوا أصواتَهم عنده صلى الله عليه وسلم، وما يُحِدُّون إليه النظرَ صلى الله عليه وسلم؛ تعظيمًا لهصلى الله عليه وسلم".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .