أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة المــــــــــائــــــة في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة المائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :          

*بواعث الصحابة على خدمة السنة                                                                                                      5- وبيَّن لهم ضرورةَ الاستجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم، وأن فيها الحياةَ؛ فقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، وحذَّر من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم، وبيَّن أنها تُوقِع في الفتنة والعذاب الأليم؛ فقال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، كما تُوقِع في الضَّلال المبين: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]؛ بل إن مخالفتَه في طريقته صلى الله عليه وسلم كفرٌ؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].

6- وجعل من شروط الإيمان الرجوعَ إليه صلى الله عليه وسلم عند التَّنازُع؛ فقال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [النساء: 59].

7- وبيَّن أن من صفات المؤمنين قَبولَ حُكمِه صلى الله عليه وسلم، والتزامَ أمره صلى الله عليه وسلم؛

فقال عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36].

يقول ابنُ كثير: "فهذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم الله عز وجل ورسولُه صلى الله عليه وسلم بشيءٍ، فليس لأحدٍ مخالفتُه، ولا اختيارَ لأحدٍ هاهنا، ولا رأيَ ولا قول".                                                                                                                      8- كما أقسم الله عز وجل على نفي الإيمان عمَّن أعرض عن تحكيمه صلى الله عليه وسلم، أو قَبِل حُكمَه صلى الله عليه وسلم غيرَ راضٍ عنه ولا مُسلِّمٍ به؛ فقال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

قال ابن القيم: "أقسم الله سبحانه بنفسِه على نفي الإيمان عن العباد حتى يُحكِّموا رسولَه صلى الله عليه وسلم في كل ما شجَرَ بينهم من الدَّقيق والجليل، ولم يكتفِ في إيمانهم بهذا التحكيم بمجرَّدِه حتى ينتفيَ عن صدورهم الحرجُ والضيق من قضائه وحكمه، ولم يكتفِ أيضًا منهم بذلك حتى يُسلِّموا تسليمًا، وينقادوا انقيادًا".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .