أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة السادسة والتسعون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والتسعون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :          

* العلاقة بين المقصد والباعث :                                                                                            

وبالرجوع إلى المقدمات النفسية، التي ذكرنا عند الكلام في تعريف الخلق، يتبين أن الميول التي يرى «هيوم» أنها الباعثة على الأعمال، لا بد أن يكون كل منها تابعًا لعالم خاص يعيش فيه، وهذه العوالم منها ما هو عقلي كما منها ما هو وجداني، وإذن فمن الميول أيضًا ميول عقلية، أي ليست كلها وجدانية وعاطفية فقط، وعلى هذا فنحن نسلم أن المشاعر الوجدانية تكون باعثة على العمل، لكن لا على سبيل الدوام؛ لأن العقل يكون باعثًا في كثير من الأحيان.

الثالث: «الباعث على العمل هو العقل وحده»، وهذا المذهب مقابل لسابقه؛ لأنه ينكر أن تكون المشاعر الوجدانية من دواعي الأعمال وبواعثها، ويقرر أن العقل هو الباعث الوحيد.

ورأس الذاهبين هذا المذهب هو «سقراط» الذي دحض ما ذهب إليه جماعة السوفسطائيين في فلسفتهم٤ من أن الحواس هي السبيل الوحيد للمعلومات التي تصل للذهن، وبما أن هذا الإدراك الحسي أي الناشئ عن الحواس هو أساس المعلومات جميعًا في رأيهم وهو يختلف باختلاف الأشخاص؛ كانت المعلومات التي تجيئنا عن حقائق الأشياء بوساطته مختلفة كذلك وغير ثابتة.

هذا هو ملخص ما يراه السوفسطائيون في حقائق الأشياء، وهو رأي مخالف لما كان عليه الفلاسفة قبلهم من التفرقة بين ما يُدرك بالحواس

الخادعة الغاشة في بعض الأحيان — وقد يظن المرء السراب ماء، والظل ساكنًا، والشمس متحركة حول الأرض، وليس ذلك صحيحًا، وقد يتراءى النبات الشديد الخضرة أسود، وليس به — وبين ما يُدرك بالعقل الذي هو الوسيلة الصحيحة لإدراك الحقائق العامة الكلية.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .