أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة التسعــــــــــــون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة التسعون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :
* المقصد، الباعث : أقسامه :
وقد يقال: إنه بمقارنة هذا النوع بسابقه يكون المقصد البعيد هو الداخلي دائمًا. وهذا غير صحيح؛ لأنه إن كان الأمر كذلك في هذه الأمثلة فقد لا يكون دائمًا، كرجل أخذ نفسه بضروب العبادة لتهذيب نفسه وليفوز برضوان الله وجنته، فتهذيب النفس مقصد داخلي وجداني، وهو هنا القريب تحققًا ووجودًا، والثواب الأخروي هو المقصد الخارجي وإن كان بعيدًا في وجوده.
ثالثًا: «يكون أصليًّا وتبعيًّا»، وذلك كما أراد رجل فوضوي قتل حاكم فاعتزم نسف ندِيِّ علم أنه سيحضر فيه، وهو يعلم أن القنبلة ستميت كثيرًا من الأبرياء، ولكنه يقصد هذا كما يقصد قتل الحاكم أيضًا، إلا أن قتل الحاكم مقصود أصالة وقتل أولئك مقصود تبعًا. ونستطيع أن نمثل لذلك أيضًا باجتهاد أحزاب المعارضة في التنقيب عن سقطات الوزارة التي تكون قائمة بالحكم، والكشف عن مساوئها، تقصد من ذلك تقويم المعوجِّ منها، إلا أن هذا مقصد تبعي لها، والمقصد الأصلي هو الفوز بالحكم بعد تأليب الناس عليها وإسقاطها.
ومن هذا نعرف المقصد الأصلي بما اتجهت إليه الإرادة أولًا، والتبعي بما جاء تبعًا له، وقد يُسمى المقصد الأصلي مقصدًا مباشرًا، والتبعي مقصدًا غير مباشر.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .