أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الثامنة والثمانون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثامنة والثمانون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :
* المقصد، الباعث :
المقصد : تعريفه : المقصد في اللغة: المطلوب، قصدت الشيء وله وإليه قصدًا من باب ضرب: طلبته بعينه، وإليه قصدي ومقصدي. وفي «القاموس»: القصد: استقامة الطريق والأَمِّ، فالقصد «مجرد اتجاه النفس نحو أمر من الأمور»، أما المقصد فهو «كل ما تتجه إرادة
الإنسان لتحصيله»، وهو ما نُعْنَى بالكلام عنه الآن؛ لأنه متعلق الحكم الخلقي، فيوصف آنًا بالحسن وآنًا بالقبح.
بهذا التعريف يشمل المقصد نتائج أعمالنا وإن كان بعضها غير مرغوب فيه، أو غير متيقَّن الوقوع، فقائد الغواصة مثلًا إذا أمر بإطلاق قذائفها على باخرة للأعداء فدمرتها وأغرقت ربانها وبحارتها، يكون مسئولًا أخلاقيًّا عن هذا العمل، وليس له أن يتعلل بأنه لم يكن يرغب هلاك البحارة بل كان باعثه إضعاف العدو، فحسبه أن ذلك كان له مقصدًا
اتجهت إليه إرادته.
لكن هذا التعريف لا يتناول الظواهر الكونية التي تقع وفق القوانين الطبيعية، ولا دخل لإرادة الإنسان ولا لقصده فيها، فاتصال النار بدار
فلان وإحراقها ليس من متعلق الأحكام الخلقية، فهو وإن صح وصفه بالضُّرِّ بالنسبة لنتيجته، لا يصح وصفه بالقبح لأن إرادة المرء لم تتجه إليه. أما لو تعمد شخص وضع النار في هذه الدار، فإنه يكون مسئولًا أخلاقيًّا، ويوصف عمله بالشرِّيَّة؛ لأن إرادته تداخلت فكان الإحراق مقصودًا.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .