أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الخامسة والسبعون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :
فوائد آيات الأنبياء ومعجزاتهم:
2- ومن آيات النبي صلى الله عليه وسلم ما أظهره الله شاهداً على صدقه من الآيات الأفقية؛ كما قال تعالى:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت:53]، ولذلك أمثلة، المثال الأول: (انشقاق القمر) فقد انشق القمر وصار فرقتين، وشاهد الناس ذلك وقد أشار الله إلى ذلك في القرآن؛ قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانشَقَّ القَمَرُ . وإن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا ويَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ . وكَذَّبُوا واتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} [القمر:1-3]، وقد أجمع العلماء على وقوع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة،وقد رآه الناس بمكة وقال النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه:"اشهدوا اشهدوا»وقدِم المسافرون من كل وجه فأخبروا أنهم رأوه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وجعل الآية في انشقاق القمر دون
الشمس وسائر الكواكب؛ لأنه أقرب إلى الأرض من الشمس والنجوم، وكان الانشقاق فيه دون سائر أجزاء الفلك؛ إذ هو للجسم المستنير الذي يظهر الانشقاق فيه لكل من يراه ظهوراً لا يُتمارى فيه، وأنه إذا قبِل الانشقاق فقبول محله أَوْلى بذلك، وقد عاينه الناس وشاهدوه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السورة في المجامع الكبار مثل صلاة العيدين، كل الناس يقر بذلك ولا ينكره ولو لم يكن قد انشق لأسرع الناس إلى تكذيب ذلك" (اهـ).
وقد استبعد أُناس وقوع انشقاق القمر وحاولوا تحريف معنى القرآن في ذلك، وقد أخطأوا خطًأ كبيرًا في هذا الإنكار؛ فالقرآن لا يتحمل المعنى الذي حرفوه إليه، والنصوص الثابتة الكثيرة من الأحاديث صريحة في انشقاقه انشقاقاً حسياً مشهودًا، ولا يقدح في ذلك ما زعمه بعضهم من كونه لم يُنقل في تاريخ غير التاريخ الإسلامي، فإن نقله في التاريخ الإسلامي كافٍ في ذلك، وقد جاء به القرآن الكريم، ولعل الناس الذين لم ينقلوه لم يشاهدوه، لعله وقع وهم نيام أو كانوا في النهار ولم يشعروا به، أو كان في تلك الساعة مانع من سحاب أو غيره، وقد أخبر المسافرون الذين قدموا مكة بمشاهدته وهو لم يستمر فيما يظهر وإنما كان آية شاهدها الناس ثم عاد إلى حاله الأولى.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .