أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة السابعة والخمسون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والخمسون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

ثانياً ـ الاستدلال على البعث بالنشأة الأولى :

وإنَّ هـذه الأطوارَ التي يمرُّ بها الجنينُ، ثم يمرُّ بها الطفلُ بعد أن يرى

النور، لتشيرُ إلى أنَّ الإرادةَ المدبِّرةَ لهـذه الأطوار، ستدفعُ بالإنسان إلى حيث يبلغ كماله الممكن في دار الكمال، إذ إنَّ الإنسانَ لا يبلغُ كماله في حياة الأرض، فهو يقفُ ثم يتراجعُ فلابدَّ مِنْ دارٍ أُخرى يتمُّ فيها تمامُ ﴿لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ .

فدلالة هـذه الأطوار على البعثِ دلالةٌ مزدوَجةٌ، فهي تدلُّ على البعثِ من ناحيةِ أنَّ القادرَ على الإنشاءِ قادرٌ على الإعادةِ، وهي تدلُّ على البعثِ، لأنَّ الإرادةَ المدبّرَة تكمِّلُ تطويرَ الإنسان في الدار الآخرة، وهـكذا تلتقي نواميسُ الخلقِ والإعادةِ ونواميسُ الحياةِ والبعثِ، ونواميسُ الحسابِ والجزاءِ، تشهدُ كلُّها بوجودِ الخالق المدبرِ القادرِ، الذي ليس في وجوده جدال .

ثالثاً ـ الاستدلال على إمكان البعث بخلق الأكوان، مثل السماوات والأرض، فإنّ خلقها أعظمُ مِنْ خلق الإنسان:

ومن الآيات الدالة ما يلي :

1 ـ قال تعالى: ﴿وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا

* أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ [الإسراء: 98 ـ 99] .

2 ـ قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *﴾

[الأحقاف: 33] .

3 ـ وقال تعالى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾ [يـس: 81] .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .