بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والثلاثون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :

*حَظُّ العبد من هذا الاسم الباعث  :

والله هو الباعث الذي يبعث عباده على الأفعال المخصوصة إما تحقيقاً لاختيارهم ، أو تأديباً لهم ، أو مكافأة لهم ، فلو أن إنساناً أدَّى زكاة ماله يبعثه لشراء صفقة رابحة يُعوِّض عليه كل ما دفع ، بينما إنسان آخر بخِل أن يُزكِّي ماله يبعثه إلى صفقةٍ خاسرة ، فالتسيير الأول لتحقيق الإختيار ، أما الثاني فهو لدفع ثمن الاختيار .

ويبعث من في القبور أي يُنهضهم ، ويبعث الأنبياء والمرسلين أي

يرسلهم ، ويبعثهم على الأفعال أي يخلق الإرادات في قلوبهم ، ويبعث عباده عند العجز بالمعونة والإغاثة ، وعند الذنب بقبول التوبة ، فالإنسان بين حالين ، حال الاعتداد بالنفس كما حدث للصحابة الكرام يوم حُنين ، قال تعالى : ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا ) التوبة: 25 ، وحال الافتقار إلى الله مثلما حدث للصحابة في بدر ، لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ

 وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ) آل عمران: 123 ..

والله باعث ، باعثُ الساكن ، ساكنٌ يبعثه الله فيتحرك ، فالنبات في الشتاء ساكن يكون حطباً،ويأتي الربيع فيبعثه الله ويورق ويُثمر ، بعض الحيوانات تنام في الشتاء فإذا جاء فصل الربيع بعثها الله عزوجل ..

باعث الهِمم ، فالإنسان أحياناً تضعف نفسه ، فإذا استعان بالله عزوجل أعطاه هِمة ، وأعطاه قوة واندفاعاً ، والباعث هو الذي يحيي الخلق يوم النشور ، ويبعث من في القبور ، ويُحصِّل ما في الصدور ، كل أعمالك مُسجلة عليك ، سوف تُبعث ونراها أمامنا واحدة واحدة

فقد قال تعالى :(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) الإسراء: 14 ..

حينما تقول : أنا سأُصلِّي ، هذا هو الباعث ، الله سبحانه يُمدك بقوةٍ منه ، فالله حين يراك تريد أن تُصلِّي يُعينك على أداء الصلاة ، وهو

الذي يُحقق أفعال العباد ، والباعث هو الذي يبعث الهمم إلى الترقي ، فكلما ازددت علماً ارتقيت عند الله ، وكلما ارتقيت عند الله ارتفع مستوى عملك ، وكلما ارتفع مستوى عملك زاد إقبالك فهي سلسلة متتابعة ..

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .