بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :            *حَظُّ العبد من هذا الاسم الباعث  :

كيف أن الله سبحانه وتعالى يبعث الموتى ؟ والإنسان قبل أن يعرف الله ميت، فإذا أحيا قلبه بالمعرفة، وبالطاعة فكأنه تخلَّق بأخلاق الله هذا أول معنى.. ففي الآية الكريمة قال تعالى:﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)﴾(الأنعام)

 وفي سورة النحل قال تعالى:﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ

 يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)﴾(سورة النحل)

 فالعبدإذاسعى لمعرفة الله،وطاعته والإقبال عليه،والإستنارة بنوره،فقد بعث نفسه من الموت إلى الحياة،هذامن تخلُّق أخلاق العبدباسم الباعث

 التخلّق الثاني: المتخلّق باسم الباعث ينبغي أن يبعث نفسه دائماً كما يريد مولاه فعلاً وقولاً أي أنْ تأتي أفعاله مطابقة لكتاب الله.

(عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ :كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ )مسند الإمام أحمد

 قالوا: الكون قرآنٌ صامت، والقرآن كونٌ ناطق، والنّبي صلّى الله عليه

وسلّم قرآن يمشي.

 فمن تطبيقات اسم الباعث على العباد أنّهُ مِن تأدُّبِ العبد باسم الباعث أن يبعث نفسه بما يُرْضي ربَّه، وأن يجعل أعماله متوافقةً مع منهج ربَّه.

 الأدب الثالث: مِن أدب المؤمن مع اسم الباعث أنه إذا تحقق وأيقن، أن الله سبحانه وتعالى يبعث الناس بعد الموت ثم يجزيهم بالثواب والعقاب، فعندئذٍ يشغل وقته كلّه بطاعته، والتزود للدار الآخرةِ

وتصفُّحِ أعماله ومحاسبة نفسه حساباً دقيقاً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .