أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــة الواحدة والثلاثون في موضـــــــــــــــــــــــــوع الباعـــــــــــــــــــــــــــــــث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والثلاثون -في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :     الباعث في حقِّ الله تعالى :

أي فأنت في دار عمل، ثم هناك دار جزاء، هنا عمل ولا جزاء، وفي الآخرة جزاء ولا عمل، أنت في دار تكليف، والآخرة دار تشريف، فإذا اختلطت عندك الأمور، وإذا ظننت أن الدنيا دار تشريف، وأن القوي مكرمٌ، والغني مكرمٌ، وقعت في وهمٍ كبير.

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمْ مِنْ

أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ

بْنُ مَالِكٍ ))(سنن الترمذي)

 أنت في دار ابتلاء، لا دار قرار، الآخرة هي دار القرار، والآخرة هي دارالجزاء،الآخرة هي دارالنعيم،الآخرة هي الدارالتي تُؤتى فيهاما تشتهي بدون عمل قال تعالى:﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)﴾(سورة ق)

أما الدنيا فهي دار سعي، لا بدّ من أن تسعى حتى تصل، لذلك الله عزَّ وجلَّ قال:﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)﴾ (سورة النجم)

 فحقيقة البعث عند الإمام الغزالي: هو أن الله سبحانه وتعالى يحيي

الموتى بإنشائهم نشأةً أخرى.

 الإمام الغزالي يقول: " الجهل هو الموت الأكبر " أيْ الجاهل يفعل في نفسه مالا يستطيع عدوه أن يفعله به، والعلم هو الحياة العُليا، أيْ أعلى

درجات الحياة أن تعرف الله، وأدنى درجات الموت أن تجهله فلا تعرفه، وقد ذكر الله تعالى العلم والجهل في القرآن وسماهما، حياةً وموتاً.. قال الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا

يُحْيِيكُمْ ﴾(سورة الأنفال)﴿ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ أي كنتم موتى بالجهل

ثم أحياكم بالعلم، وكنتم موتى بالبعد وأحياكم بالقرب، كنتم موتى بالضياع فأحياكم بالوجدان، كنتم موتى بالإدبار فأحياكم بالإقبال، كنتم موتى بالتفلُّت فأحياكم بالانضباط.

 لذلك فإن العلماء يقولون في تفسير هذه الآية: " إن أعلى درجات الحياة أن تعرف الله وأن تتصل به "، فقد قال تعالى:﴿ يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ 

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .