أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقـــة الواحدة والثلاثون بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والثلاثون بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*خطبة جمعه عن اسم الله (الْوَاحِدُ، الأَحَدُ ) :

  المعنى في حقّ الله الواحد الأحد جلّ جلاله أنه هو الذي توحَّد بجميع الكمالات، وتفرَّد بكل كمال، وباين بأحديته جميع الموجودات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك، فمن ذلك: – أنه توحَّد في ذاته، في كمالها، وعظمتها، وعلوِّها على جميع الخلائق. – الذي توحَّد في كمال صفاته، فكلها علا، لا نقص فيها، ولا مثيل لها، ولا أعلى منها، لأنها كلها صفات حمدٍ، وثناء، ومجد.  – وتوحَّد في كمال أسمائه، فكلها حسنى ليس فيها اسم سوء، فلا أحسن منها، ولا سمِيَّ له بها، وليس لها منتهى في عددها، وكمال متعلقاتها، لأنبائها عن أحسن المعاني، وأشرفها. والواحد هو الذي توحَّد في كمال أفعاله، فكلُّها حكمة، وهدى، ليس فيها فعل خالٍ عن المصلحة، ملأت الخليقة عدلاً، ورحمة، وإحسانًا.  وهو الذي تفرَّد في أوَّليته في الوجود بلا ابتداء، وآخريَّته بالديمومة بلا انتهاء قال تعالى: { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ }  [الحديد: 3].

وهو المتفرِّد، لا مثيل، ولا شبيه، ولا عديل له، متوحِّد، لا شريك له، ولا صاحبة، ولا ولد. وهو تعالى المتفرِّد عن كل نقص، وعيب، وسوء، لكماله على الإطلاق، والتمام والكمال،من كل وجه وفي كل حال. 

 المنفرد في ربوبيَّته، فلا شريك له في ملكه، ولا معين، ولا منازع، ولا مغالب، المنزَّه عن الشريك في خصائصه وحقوقه. وهو الواحد الأحد في ألوهيَّته،فهوالإله المعبود بحقٍّ،المتفرِّد في المحبَّة، والتعظيم ،ليس له نِدٌّ،ولا ضِدٌ،ولاعديل.وهوسبحانه الذي يوحده عباده ،ويعتمدون عليه،ويقصدونه في جميع حوائجهم الدنيوية، والدينية 

وهو الذي لم يتفرّع عنه شيء، ولا تفرَّع هو عن شيءٍ، وليس له مكافئ من خلقه يساميه، أو يساويه، أو يقرب منه أو يدانيه، قال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } [الإخلاص]. 

واسمه تعالى : (الْوَاحِدُ ، الأَحَدُ ) أنهما يدلَّان على أعظم خصائص الربِّ جل جلاله، وهو توحيده تعالى الخالص في العبودية، لما تفرَّد به سبحانه من الألوهية، والرُّبوبية، وأسمائه الحسنى، وصفاته العليَّة، وهذا هو المقصد الأعلى، الذي جاء به جميع الأنبياء والمرسلين، لكل البريَّة، (فالتوحيد) أوَّل دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم به السالك إلى الله، فهو أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا، فهو أول واجب وآخر واجب، فالتوحيد: أول الأمر، وآخره).

وعندما يدرك المؤمن بأحديته تعالى، ووحدانيَّته في الوجود على الإطلاق، ينبغي له أن يوحد ربه في محبته، وخوفه، ورجائه، ودعائه، وكل عباداته، في ظاهره وباطنه، وبالجملة  (يجب على العبيد توحيده: عقدًا، وقولاً، وعملاً)، (فإن حاجة العبد إلى توحيد الله تعالى في عبادته وحده لا شريك له، أعظم من حاجة الجسد إلى روحه، والعين إلى نورها، بل ليس لهذه الحاجة نظيرٌ تُقاسُ به، فإن حقيقة العبد روحه وقلبه، ولا صلاح لها، إلا بإلهها الذي لا إله إلا هو). فيا أيها المؤمن، أنت حينما تعبد الواحد القهار أنت أقوى الأقوياء، خالق السماوات والأرض، الواحد القهار هو معك، وإذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك، أنت بالدعاء أقوى إنسان،وأنت إذا كنت مع الواحد القهار أنت عزيز.

     اجعل لربك كلّ عزك يستقر ويثبت       

    فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته