أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة الخامسة بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من

اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات الخلق والتوحيد والبعث :

أسباب ذلك الموقف فقد عددها القراَن الكريم :

2- الشك:(وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ) (الجاثية/ 32). إن أمور العقيدة لا تبنى إلا على يقين.. وادعاؤهم (الشك) في أمر يقيني لم يكن ليغني عنهم شيئاً.

ويرد الله تعالى عليهم بدعوة للتأمل في ملكوت السموات والأرض ليحدث اليقين بطلاقة قدرة الله تعالى في الخلق والبعث، قال تعالى (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) (إبراهيم/10)

3- الإعراض عن دلائل قدرة الله المطلقة في الكون وأنه على كل شيء قدير:(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) (يس/78) أي من يستطيع ذلك، إعراضاً منهم عن دلائل قدرة الله تعالى، وقياسهم قوة الله على قوتهم بجهلهم وعدم إذعانهم لحقائق الكون. وقد عرض الله تعالى في الآية سبب هذا الزعم الفاسد وهو عدم التفاتهم إلى عظيم صنعة الله في خلقه لهم (وَنَسِيَ خَلْقَهُ) وهذا النسيان إنما هو إعراضاً منهم عن تلك القدرة في الخلق التي تدحض شبهتهم في قدرة الله تعالى على إعادتهم

وبعثهم بعد الموت.

وقد عرض القراَن الكريم شبهة جهلهم بقدرة الله في موضع اَخر لافتاً نظرهم إلى قدرة الله الظاهرة في الكون والتي تدل على طلاقة قدرته القاهرة والقادرة على بعثهم بعد الموت، قال تعالى:

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) (سبأ / 7- 9).

إن هذا الخلق العظيم يحمل دلالة طلاقة قدرة الله تعالى الذي لا يعجزه شيئ في الأرض ولا في السماء.

بل هون الله عليهم الأمر فقال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) (غافر/ 57) فكيف نشاهد الآيات العظيمة في هذا الكون المشاهد، والذي تتجلى لنا في كل يوم في زمن العلم المزيد من دلائل عظمة خلقه، ثم نشك في آية أقل منها وهي الخلق أو البعث.

4- التقليد الأعمى للأمم الكافرة التي سبقتهم:

قال تعالى: (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) (المؤمنون: آية 81- 83).

إنه التقليد المذموم من كل وجه، والذي قام على غير دليل ولا برهان ولا كتابٍ مبين.

5- الجدال باستحالة جمع أجزاء الإنسان بعد تحللها وتشتتها في باطن الأرض :

يدعي المجادلون أن الأجسام بعد موتها تتحلل إلى مكوناتها الأساسية التي قد تغيب في باطن الأرض أو تدخل في تركيب نبات يعود ليأكله حيوان.. إلى آخر تلك السلسلة الجدلية التي قد يفترضها المعاندون المكذبون فيستحيل جمع ذلك المتناثر من عهد اَدم إلى قيام الساعة في زعمهم (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (الرعد/ 5)

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) (سبأ/ 7)

(وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ ) (السجدة/10) أي إذا تحللت أجسامنا وتاهت دقائقها في غيابات الأرض، فيكف تجمع لنبعث من جديد؟

والله تعالى يرد عليهم بدليل علمه المحيط سبحانه فيقول تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) (ق/4)

والحقيقة أن هذه الآية هي من فيض كرم الله تعالى علينا في كتابه الكريم، حيث يأخذنا في رحلة في ملكوت السموات والأرض نستصحب فيها طلاقة قدرة الله المعجزة التي تحفظ على الإنسان بعد موته مواضع غيابات دقائق جسمه مهما طال العهد ومهما تعقد الأمر. ومن رحمة الله بنا أنه لم يفصل لنا أكثر من ذلك لأن عقل الإنسان قد يقضى الساعات الطوال وهو يتأمل هذه الآية الكريمة التي لا تنقضي عجائبها، فكيف لو زاد التفصيل بما لا تحتمله عقولنا؟

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته