أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة الثانية والتسعــون بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والتسعون بعد المائة في موضوع الواحدالأحد

من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

الآيات الكونية الدالة على وجود الله وعلى وحدانيته ورحمته جل وعلا :

وبالجملة فإنزال المطر من آيات الله الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته ورحمته بخلقه، لأن في إنزاله

أولاً  عجباً من عجائب قدرة الله.

وثانياً  لأن فيه إحياء للأرض بعد موتها من الجدب والقحط فتخرج لعباده من صنوف النبات وأنواع الزروع والأقوات التي هي من ضروريات الخلائق لشدة افتقارهم إليها حيث لا يعيشون بدونها، ثم إن هذا المطر يتكون منه أنهار وبحيرات حلوة على وجه الأرض، ويسلك الله به ينابيع في جوف الأرض يستخرج ماءها بنو آدم بما يقدرون عليه من الآلات لينتفعوا به في شرابهم وسقي زروعهم وحاجياتهم الأخرى، فلولا المطر الذي ينزله الله لما قامت حياة على وجه الأرض، ولهذا قال تعالى  فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة  يعني أنه أوجد بسببه الحياة في الأرض الميتة بخلوها من صفات الأحياء كالنمو والتغذي والنتاج   وبث   أي نشر وفرق في أرجائها من جميع أنواع الأحياء التي تدب عليها مما لا يعد ولا يحصى، فبالماء حصل حياة الأرض بالنبات، وبه استعدت لظهور أنواع الحيوانات فيها، كما قال تعالى وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ  الأنبياء: 30 وكما قال  وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ  النور 45 فحياة الأحياء في الأرض إنما هي بالماء، سواء في ذلك الإحياءالأول عند تكوين الله للعوالم الحية وإيجاد أصول الأنواع،والإحياءالمتجدد في أشخاص هذه الأنواع وجزئياتها التي تتولد وتنمو كل يوم.

وهذه المياه التي يتغذى بها النبات والحيوان على هذه الأرض كلها من المطر، ولا يستثنى من ذلك أراضي الأنهار، فإن مياه الأنهار والعيون النابعة من الأرض كلها من المطر، وما يجري عليها من الزيادة أيام الفيضانات هي من المطر الذي يمد تلك الينابع ويمد الأنهار نفسها، فكثرة الفيضانات هي من المطر الذي يمد تلك الينابيع ويمد الأنهار نفسها، فكثرة الفيضانات وقلتها تابعة لكثرة المطر وقلته، فهذا المطر آية بمجرد نزوله وكيفية وجوده وتكوينه من الله الواحد القادر القاهر الرحمن الرحيم، فهو يجري على سنة إلهية حكيمة، ثم هو آية في كونه سبباً للحياة، وآية أيضاً في تأثيره في العوالم الحية، فإن هذا النبات يسقى بماء واحد، سواء كان حلواً على طبيعته أو خالطته مرارة بسبب تأثير بعض مواد الأرض التي قدرها الله، فهو مصدر حياة النبات الذي يسقى بماء واحد ثم يأتي مختلفاً في ألوانه وروائحه وطعومه، فتجد في البقعة الواحدة شجرة الحنظل مع شجرة البطيخ، تربتهما واحدة وماؤهما واحد، وتجدهما مشتبهين في الصورة، ومختلفين في الطعم والرائحة، وتجد النخلة طلعها أحسن ما تذوق حلاوة ولذة وبجانبها شجرة الليمون الحامض، وبالجانب الآخر شجرة الورد، وفيها من الرائحة الحسنة ما ليس في النخلة وهكذا.

فتلك السنن الإلهية - التي يتكون بها المطر وينزل - هي جارية على نظام واحد دقيق، وكذلك طرق تغذي النبات بالماء جارية على هذه السنة، فوحدة النظام وعدم الخلل فيه تدل على وحدة مصدره، وأنه من رب وإله واحد، لا شريك له ولا وزير، فهو من هذه الجهة يدل على الوحدانية، ومن جهة آثاره الطيبة ومنافعه التي لا تحصى يدل على رحمة الله الشاملة، وقل مثل هذا فيما بثه الله في الأرض من كل دابة، فإنها آيات عظيمة تدل على وحدانيته وشمول رحمته سبحانه.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته