أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة الثمانــــــــــون بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الثمانون بعد المائة في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
*مفهوم التوحيد :
ومفهوم التوحيد من أشهر المفاهيم التي ترتبط بالدين والعقيدة؛ ومن ثم يعد في القلب من مفهوم الاعتقاد الذي يقوم على النظر العقلي والتلقي من الوحي؛ حيث يُقبِل المرء على تفهم حقيقة التوحيد وأنها تعني إثبات تفرد الله سبحانه بالربوبية واستحقاقه العبادة وحده دون أحد سواه، فإذا أدرك ذلك وتفهمه بعقله وسلم به بقلبه، يُدعى بناء على ذلك للامتثال لما جاء به الوحي من معانٍ وأحكام. فمفهوم التوحيد كأحد المفاهيم العقدية ينتمي لعائلة مفاهيم العقيدة مثل مفهوم الإيمان ومفهوم الغيب ومفهوم الرسل واليوم الآخر وهكذا. وتقوم كل هذه المفاهيم على دعامتين أساسيتين: هما العقل والنقل، فلا يوجد في مفاهيم العقيدة -ومنها مفهوم التوحيد- أي منافاة للعقل كما هو الشأن عند ثالوث النصارى مثلًا، وهو ليس فكرة مجردة بعيدة عن النقل الديني كالمذاهب التي هي من اختراع البشر، وهذا ما ميز العقيدة عند المسلمين؛أنها تحمل قدرًا من التوازن بين العقلانية من جهةوهداية الوحي من جهة أخرى من غير أن يطغى جانب على الآخر.
وهناك داعيان أساسيان لبناء مفهوم التوحيد؛ أولهما يخص ما تحمله أمة الإسلام على عاتقها من مهمة الدعوة إلى التوحيد الذي جاء به المرسلون، وعليه فمن المفترض أن يكون مفهوم التوحيد وفق الرؤية الإسلامية هو أحد المميزات المهمة لهذا الدين، غير أن ذلك المعنى ليس واضحًا عند كثير من الناس. فالبعض يرى أن اليهود والمسيحيين والمسلمين هم من “الموحّدين” ما يعني أنه لا فائدة من تمسك كل واحد بما يعتقده، فالجميع في النهاية يعبد ربًّا واحدًا!! لذلك نرى من يدعو لوحدة الأديان بهذا المعنى وإسقاط الفواصل التي تدعو للاختلاف بين الديانات المذكورة، سواء كانت هذه العوائق مواقف معينة أو حتى نصوصًا مقدسة كمثل قول الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه} (آل عمران: 85). وعليه فلابد من إبراز النقاط المميِّزة لمفهوم التوحيد عند المسلمين حتى ينقشع ذلك الغبار الذي يعيق من النظر
الصحيح عند الدعوة إلى التوحيد الإسلامي.
أما الداعي الثاني فهو متعلق بأهمية قيام كل مسلم بتجديد ارتباطه بهذا المفهوم اعتقادًا وعملًا، ولا يتسنى له ذلك من غير أن يكون في الأصل قد بان له ما يشتمل عليه هذا المفهوم ويتيقن به، في مقابلة العقائد والمفاهيم الأخرى الباطلة.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته