أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة السابعة والعشرون بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الأدلة العقلية على الوحدانية :

تعرّض القرآن الكريم للأدلة العقلية على وحدانية الله تعالى، ومن تلك الأدلة:

دليل التمانع والإتقان؛ فلو افتُرِض وجود إلهين لهذا الكون، فأراد الإله الأول أن تطلع الشمس من المشرق، وأراد الإله الثاني أن تطلع الشمس من المغرب، فأيّ الإلهين يُمضي إرادته؟ فلو كان الأول فالثاني إذن ليس بإله؛ لأن قدرته ناقصة، والناقص لا يمكن أن يكون إلهاً. وإن تحقّقت إرادة الثاني فإن الأول ليس بإلهٍ كذلك، وهذا الدليل ورد ذكره في القرآن، حيث قال تعالى: (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّـهِ رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفونَ)، فدل هذا على أن تعدد الآلهة يوجب فساد الكون واختلال نظامه، حيث قال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ).

كما أنّ الله -سبحانه- خلق الكون وما فيه على أتم وأكمل هيئة، ولو كان في هذا الكون أكثر من إله لتعارض خلقهما، ولما كان الكون على هذه الهيئة من الحسن والجمال والدقة والإتقان، وقد قال تعالى: (اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).

مواضيع قد تهمك بواسطة كيف نستدل بمعجزات الأنبياء والرسل على وجود الله كيف نستدل بمعجزات الأنبياء والرسل على وجود الله؟... هل الغثيان المستمر من علامات الحمل؟ أجل، يُعدّ الغثيان المُستمرّ من العلامات المُبكّرة التي تُشير لوجود الحمل، خاصّة إن لاحظت... ما أخطر أنواع البكاء؟ ما أخطر أنواع البكاء؟حسب أطباء النّفس أخطر أنواع البكاء هو البكاء الصامت، وهو البكاء... دليل الفطرة على الوحدانية إن من الأدلة على وحدانية الله -تعالى- ما هو مركوز في النفوس من لجوئها إلى الله -سبحانه وتعالى- عندما يصيبها البلاء والمشقة والحزن، فإنها تلجأ لمن يملك النفع والضر، ولا تلجأ لغيره لعلمها بأن النفع والضر بيد الله وحده وليس بيد غيره، وهي تحتاج إلى ملجأٍ واحدٍ فقط،

فقد قال تعالى:(وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي البَحرِ ضَلَّ مَن تَدعونَ إِلّا إِيّاهُ).

 ومعرفة الله تعالى من المعارف الضرورية، ومن هذا قوله تعالى: (قالَت رُسُلُهُم أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ)،[٨] فالله -سبحانه وتعالى- خلق الخلق على فطرة الوحدانية، وإنما جاءت الرسل لتذكّر العباد بالفطرة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربّه: (إنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ).

 دليل الشرع على الوحدانية أرسل الله -سبحانه وتعالى- جميع الرسل وهم يدعون إلى رسالة واحدة، ألا وهي: رسالة التوحيد، والأنبياء الذين أيّدهم الله بالمعجزات أخبرونا أن الله -تعالى- واحد أحد، حيث قال تعالى: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ)،

 وكذلك قوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ).

 والتوحيد والوحدانية لم تذهب إلى نقيضه طائفة معروفة مشهورة، بل حتى من قال بعقيدة التثليث مع تناقضهم فإنهم يقولون بأن صانع العالم واحد، حيث يقولون: باسم الابن والأب وروح القدس إلهاً واحداً، وكذلك القائلون بوجود أصلين لهذا الكون وهما: النور والظلمة، فإنهم كذلك يقولون بأن النور أفضل من الظلمة، فهم يصلون في المآل إلى الوحدانية وعدم إمكانية أن يكون للكون صانعان متكافئان.

 إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته