أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة الخامسة عشرة بعد المائة في موضــــــــــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسةعشرة بعد المائة في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :حقيقة التوحيد والشرك :

ولكن المصيبة العظيمة، هي الغفلة عن دين الله، وعدم التفقه فيه، فربما وقع العبد في الشرك والكفر بالله وهو لا يبالي، لغلبة الجهل، وقلة العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق. فانتبه لنفسك أيها العاقل، وعظم حرمات ربك، وأخلص لله العمل، وسارع إلى الخيرات، واعرف دينك بأدلته، وتفقه في القرآن والسنة بالإقبال على كتاب الله، وبحضور حلقات العلم وصحبة الأخيار، حتى تعرف دينك على بصيرة، وأكثر من سؤال ربك الثبات على الهدى والحق، ثم إذا وقعت في معصية فبادر بالتوبة فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون،كما جاء في الحديث الصحيح، لأن المعصية نقص في الدين، وضعف في الإيمان.

فالبدار البدار إلى التوبة، والإقلاع والندم، والله يتوب على من تاب، وهو القائل سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور من الآية:31]، وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم من الآية:8]، فالتوبة لا بد منها، وهي لازمة للعبد دائماً، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «التوبة تهدم ما كان قبلها» (مجموع فتاوى ابن باز:238/24، صحيح)، فاستقم عليها، فكلما وقعت منك زلة فبادر بالتوبة والإصلاح، وكن متفقها في دينك، لا تشغل بحظك في الدنيا عن حظك من الآخرة، بل اجعل للدنيا وقتا، وللتعلم وللتفقه في الدين، والتبصر والمطالعة والمذاكرة والعناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحضور حلقات العلم ومصاحبة الأخيار غالب وقتك، فهذه الأمور هي أهم شأنك، وسبب سعادتك.

وهناك نوع آخر وهو الشرك الأصغر مثل الرياء، والسمعة في بعض العمل أو القول، ومثل أن يقول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان، والحلف بغير الله، كالحلف بالأمانة والكعبة والنبي وأشباه ذلك، فهذه وأشباهها من الشرك الأصغر، فلا بد من الحذر من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: "ما شاء الله وشئت"، «أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت»، وقال: «لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون»، وقال صلى الله عليه وسلم: (( «من حلف بغير الله فقد أشرك» إلى غير هذا من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، فسئل عنه فقال: «الرياء»، وقد يكون الرياء كفراً أكبر إذا دخل صاحبه في الدين رياء ونفاقاً، وأظهر الإسلام لا عن إيمان ولا عن محبة، فإنه يصير بهذا منافقاً كافراً كفراً أكبر.

وكذلك إذا حلف بغير الله، وعظم المحلوف به مثل تعظيم الله، أو اعتقد أنه يعلم الغيب، أو يصلح أن يعبد مع الله سبحانه، صار بذلك مشركاً شركاً أكبر ، أما إذا جرى على اللسان، الحلف بغير الله كالكعبة، والنبي وغيرهما، بدون هذا الاعتقاد، فإنه يكون مشركاً شركاً أصغر فقط[الأنترنت - موقع طريق الإسلام - حقيقة التوحيد والشرك -عبد العزيز بن باز]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته