أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثالثة والخمسون في موضــــــــــوع الواحــــــــــــــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

* أقسام التوحيد مفصلة :

أما القسم الثالث : فهو توحيد الأسماء والصفات، وهو إفراد الله عزَّ وجلَّ بأسمائه وصفاته، وذلك بثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، والسكوت عما سكت الله عنه ورسوله إثبات بلا تمثيل ونفي بلا تعطيل، وهذا هو الذي انقسمت فيه الأمة الإسلامية إلى أقسام متعددة؛ فمنهم السلف، وهم فقط أهل السنة والجماعة الذين أثبتوا لله ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إثباتاً بلا تمثيل، ونفوا ما نفى الله عن نفسه نفياً بلا تعطيل، وسكتوا عما سكت الله عنه ورسوله، فمن ذلك أنهم أثبتوا لله كلما وصف به نفسه كل صفة أثبتها لنفسه؛ من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والرحمة والعجب والضحك، وأثبتوا لله الوجه واليدين والعينين، وأثبتوا لله القدم والساق، وكذلك كل ما وصف الله به نفسه أثبتوا لله عزَّ وجلَّ، لكن بلا تمثيل يقولون: يثبتوا هذا. ونقول: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فيقولون: لله يد، ولكن ليست كأيدينا، ووجه لكن ليس كوجوهنا، وعينان ليست كأعيننا، وهكذا بقية الصفات، ويقولون أيضا: إن الله استوى على العرش علا علواً يليق بجلاله وعزَّ وجلَّ، لكن ليس كاستوائنا نحن على السرير، أو على الدابة، أو على الفلك؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصيرِ﴾ هذا هو مذهب السلف بثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، ونفي ما نفى الله عن نفسه من الأسماء والصفات، والسكوت عما سكت عنه، بعد ذلك تنازع الناس تنازعاً طويلاً عريضاً لا ينبني على أصل، لا من المعقول، ولا من المنقول، فأثبت قوم الأسماء، وأثبتوا من الصفات صفة قليلة، وليس على الوجه الذي يثبته عليه أهل السنة والجماعة، بل يخالفونه في كيفية هذا الإثبات، وأثبت قوم الأسماء ونفوا الصفات كلها، إلا الحياة والعلم والقدرة، ونفى قوم الإثبات والنفي واضطربوا في ذلك اضطراباً كبيراً، لكن من هؤلاء من تصل بدعته إلى حد الكفر المخرج من الملة، ومنهم من دون ذلك، ولكن الحق فيما ذهب إليه السلف، وهم أهل السنة والجماعة إثبات كل صفة أثبتها الله لنفسه دون تحرير ولا تعطيل ولا تكيف ولا تمثيل، ونفي صفة نفاها الله عن نفسه، والسكوت عما سكت الله عنه، وهذه الطريقة السليمة الثابتة سمعاً وعقلاً وفطرة، وللناس في هذا كتب ورسائل معلومة، ومن أحسن ما رأيته  تقريبا لهذا الأصل العظيم ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وكتبه تلميذه ابن القيم، فإنهما كتبا في هذا الباب كتابات عظيمة مفيدة ما رأيت أحد كتب مثل كتابتها، وغالب المكتوب في هذا الباب تجدهم يقلد بعضهم بعضاً، ولهم مقلدون مشفعون لا يخرجون عن كلامهم، ولو تبين الحق، والحقيقة أن الواجب على المرء أن يتبع ما دلّ عليه كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وآله سلم وعنه ليس بمعذور إذا خالف ذلك من أجل قول فلان، وفلان قد يخطئ فلان، وفلان من المتبوعين خطأ يعذر فيه، لكن التابع الذي تبين له الحق لا يعذر في اتباعه لهؤلاء الذين أخطئوا...

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته