أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الخامسة والعشــــــــــــرون بعد المائـــــــــــــــة في موضوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والعشرون بعد المائة في موضوع (السيد) وهي بعنوان :                 

*شرح اسم الرب والذي من معانيه ( السيد ) :

قال ابنُ كثيرٍ: "والرَّبُّ هو المالِكُ المتصرِّفُ، ويُطلقُ فِي اللُّغةِ على السَّيِّدِ وعلى المتصرِّفِ للإصْلاحِ، وكلُّ ذلك صحيحٌ في حقِّ اللهِ تعالى.

ولا يُستعملُ الربُّ لغيرِ اللهِ، بل بالإضافةِ، تقولُ: رَبُّ الدارِ، رَبُّ كذا، وأما الربُّ فلا يُقال إلا للهِ عز وجل".                                وقال عبد الرحمن السعدي: "(الربُّ) هو المُرَبِّي جميع عباده بالتدبيرِ

وأصنافِ النِّعَمِ.

وأَخَصُّ مِن هذا: تربيتُه لأصْفيائِهِ بإصْلاحِ قلوبِهم وأرواحِهم وأخلاقِهم؛ ولهذا كَثُر دعاؤهم له بهذا الاسمِ الجليلِ، لأنهم يَطلبون منه هذه التربيةَ الخاصَّةَ" .

ثمراتُ الإيمان بهذا الاسمِ:

1- إِنَّ اللهَ سُبحانه هو الربُّ على الحقيقةِ، فلا رَبَّ على الحقيقةِ سِواهُ وهو ربُّ الأربابِ ومالكُ المُلكِ، ومَلِكُ الملوكِ سبحانه وتعالى.

قال القرطبيُّ: "فالله سبحانه ربُّ الأربابِ، ومعبودُ العُبَّادِ، يَمْلكُ الممالِكَ

والملوكَ ، وجميعَ العبادِ، وهو خالقُ ذلك ورازِقُهُ، وكلُّ ربٍّ سواه غيرُ خالقٍ ولا رازقٍ، وكلُّ مخلوقٍ فَمُمَلَّكٌ بعد أَنْ لم يَكُنْ، ومُنتَزَعٌ ذلك مِن يدِهِ، وإنما يملكُ شيئًا دون شيءٍ.

وصفةُ اللهِ مخالفةٌ لهذا المعنى، فهذا الفرقُ بين صفاتِ الخلْقِ والمخلوقين.

فأما قولُ فرعونَ لعَنَهُ اللهُ إِذْ قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]، فإِنَّه أرادَ أن يَستبدَّ بالربُوبيةِ العاليةِ على قومِهِ، ويكونَ ربَّ الأرباب فيُنازِع اللهَ في ربوبيتِهِ ومُلكِهِ الأعلى ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ﴾

 [النازعات: 25].

وقد قِيلَ إنَّ الربَّ مُشتقٌّ مِنَ التربيةِ، فاللهُ سُبحانَهُ مدبِّرٌ لخلقِهِ ومُربِّيهم ومُصلحُهم وجابرُهُم والقائِمُ بأمورِهم، قيُّومُ الدُّنيا والآخرةِ، كلُّ شيءٍ خَلْقُه، وكلُّ مذكورٍ سِوَاه عبدُهُ وهو رَبُّه، لا يصلحُ إلا بتدبيرِه، ولا يقومُ إلا بأمْرِهِ، ولا يَرُبُّه سِواهُ. ومنه قولُه تعالى: ﴿ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴾ [النساء: 23]، فَسَمَّى ولدَ الزَّوجةِ ربيبةً لتربيةِ الزَّوجِ لها.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .