أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الواحدة والعشــــــــــــرون بعد المائــــــــــــــــة في موضــوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والعشرون بعد المائة في موضوع (السيد) وهي بعنوان :                  *شرح اسم الرب والذي من معانيه ( السيد ) :

وحقيقةُ معنى الربوبية في القرآن تقوم على رُكْنَين اثنين وَرَدَا في آياتٍ كثيرة :

أحدُهما: إفرادُ اللهِ بالخلْقِ.  والثاني: إفرادُه بالأَمْرِ وتدبير ما خلقَ.

كما قال تعالى عن موسى؛ وهو يُبين حقيقةَ الربوبية لفرعونَ لما سأله: ﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 49، 50]، فأجاب فرعونَ عن الربوبية بحصْرِ معانيها فِي معنيَين جامِعَين؛ الأول: إفرادُ الله بتخليقِ الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم حيث أعطى كلَّ شيءٍ خلْقَهُ وكمالَ وجودِهِ، والثاني: إفرادُ اللهِ بتدبيرِ الأمْرِ في خلْقِهِ كهِدايتِهم، والقيام على شؤونِهم، وتصريفِ أحوالهم، والعنايةِ بهم؛ فهو سبحانه الذي تَوكَّل بالخلائق أجمعين قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62].

قال اللهُ عز وجل: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

وعن العباسِ رضي الله عنه؛ أنه سَمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَنْ رَضِي بِاللِه رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا"

قال الحليميُّ فِي معنى الربِّ: "هو المُبْلِغُ كلَّ ما أبدعَ حدَّ كمالِهِ الذي قدَّرَ له.

فهو يسلُّ النطفةَ من الصُّلبِ ثم يجعلُها علقةً، ثم العلقةَ مُضغةً، ثم يخلق المُضْغَةَ عظامًا، ثم يكسو العَظمَ لحمًا، ثم يخلقُ الرُّوحَ فِي البدَنِ، ويخرجُه خلقًا آخر، وهو صغيرٌ ضعيفٌ، فلا يزال يُنميه ويُنشيه حتى يجعلَهُ رجلًا، ويكونُ فِي بدءِ أمرِهِ شابًّا، ثم يجعلهُ كهلًا، ثم شيخًا وهكذا كلُّ شيءٍ خلقَهُ، فهو القائِمُ عليه، والمُبلِغُ إياه الحدَّ الذي وضَعَه له، وجعله نهايةً ومقدارًا له.

وقال أبو سليمان فيما أُخبرتُ عنه: قد رَوَى غيرُ واحدٍ من أهلِ التَّفْسيرِ

فِي قوله جل وعلا: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، إِنَّ معنى الرَّبِّ السَّيِّدُ، وهذا يستقيمُ إذا جعلنا العالمين معناه المميّزون دون الجمادِ؛ لأنه لا يصحُّ أن يُقالَ: سَيّدُ الشجرِ والجبالِ ونحوِها. كما يُقال: سَيِّدُ النَّاسِ، ومِنْ هذا قولُه: ﴿ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ﴾ [يوسف: 50]؛ أي: إلى سيدك.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .