أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة التاسعة والثمانـــــــــــــــــــون في موضـــــــــــــوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والثمانون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :

في رثاء حمزة بن عبد الطلب :

ولقد ذهب أصحاب رسول الله يتبارون في رثاء حمزة وتمجيد مناقبه العظيمة، فقال حسان بن ثابت:

دَعْ عَنْك دَارًا قَدْ عَفَا رَسْمُهَـــا *** وَابْكِ عَلَى حَمْزَةَ ذِي النّائلِ               وَاللّابِسِ الْخَيْلَ إذْ أَجْحَمَــتْ *** كَاللّيْثِ فِي غَابَتِهِ الْبَاســــِلِ

أَبْيَضُ فِي الذّرْوَةِ مِنْ هَاشِــــمٍ *** لَمْ يَمُرّ دُونَ الْحَقّ بِالْبَاـــــلِ

مَالَ شَهِيدًا بَيْنَ أَسْيَافِكُـــمْ *** شُلّتْ يَدًا وَحْشِيّ مِنْ قَاتِـــلِ

على أن خير رثاء عطّر ذكراه كانت كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم له حين وقف على جثمانه ساعة رآه بين شهداء المعركة وقال: "رَحْمَةُ اللَّه عليك، فَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ".

عزاء أي عزاء، في أسد الله وسيد الشهداء:

لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا، وكان العزاء فيه

مهمة صعبة، بيد أن الأقدر كانت تدّخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء، ففي طريقه من أحد إلى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها وأخوها، وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة، فنعوا إليها الزوج، والأب، والأخ، وإذا بها تسألهم في لهفة: "وماذا فعل رسول الله؟" قالوا: "خيرا، هو بحمد الله كما تحبين!" قالت: "أرونيه، حتى أنظر اليه!" ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأته أقبلت نحوه تقول: "كل مصيبة بعدك، أمرها يهون!".أجل، لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه، ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم لهذا المشهد الفذّ الفريد، فليس في دنيا البذل، والولاء، والفداء لهذا نظير، سيدة ضعيفة، مسكينة، تفقد في ساعة واحدة أباها وزوجها وأخاها، ثم يكون ردّها على الناعي لحظة سمعها الخبر الذي يهدّ الجبال: "وماذا فعل رسول الله؟!".لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء، في أسد الله، وسيّد الشهداء!  [ الأنترنت –

موقع قصة الإسلام - حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء -  خالد محمد خالد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .