أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة التاسعة والستـــــــــــون في موضـــــــــــــــــــــــــوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والستون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :

* مثال السؤدد، هواجس الحنين المؤرق للمثال المشتهى :            

ولعلنا نلاحظ تلك المفارقة اللافتة بين شمولية العدل وما يحققه من اكتمال وتناغم وانسجام كلى، بل سيادة الإرادة الحرة والسيطرة العاقلة على الذات، من ناحية، وبين مخايلة السرف والإفراط التي قد توهم بالاكتمال والسيطرة، وإن هو إلا امتلاء التخمة، وفقدان السيطرة الفعلية، والسقوط في وضعية الاستيلاء أو الاستلاب والعبودية لممارسات السرف، مما يورثنا شعورًا دائمًا بالنقص والفاقلة!! وتتبلور هذه المفارقة في الطبيعة الزائلة لكرامة الجور سيئة السمعة والدافعة للمتصف بها إلى فضاءات المحو والنسيان في مقابل الطبيعة الخالدة، خلود الذكرى الطيبة لكرامة العدل!! وتجلي صفة العدل في نصوص أخرى عبر مرايا الألوهية بوصفها صفة كريمة من صفات الباري جل اسمه وتعالى ذكره. . وبما أن الملك هو من استرعاه الله أمر عباده، وقلده أمورهم وتدبيرهم وأطلق يده على أبشارهم وأموالهم ودمائهم وجميع أحوالهم كالإله، فهو متشبه بالإله. وكذلك يجب أن يتشبه به في جميع أحواله كلها، والله حكيم رحيم، وأسماؤه وصفاته جل جلاله أكثر من أن تحصى، ومن ثم فهو تشبه على قدر الطاقة الإنسانية !! والعدل صورة العقل الذي وصفه الله عز وجل في أحب خلقه إليه، فهو مطابق للحكمة حكمة التوازن والانسجام والاعتدال والنظام، والإتقان، وبه قامت السموات والأرض، وعمر الكون، وقامت الممالك، وانطاع العباد، وسلمت النفوس والملوك من الفساد !! ولعلنا نلاحظ مدى وعورة تحقيق العدل أو طلبه والاتصاف به لأنه سعى في مسار الأخلاق الإلهية التي لا يحصلها إلا الحكماء والفلاسفة الإلهيون!! وكأنه طرح يتحدى صاحب الملك، ويغيبه لحساب الناصح الحكيم المتأله، ويبلغ التعدي ذوروته، ولعله الاستنفار حين يقول: «سلطان عدل خير من وطن وإبل… والملك والعدل لا غنى بأحدهما عن الآخر». إن الوصول إلى هذا المقام هو ما يحفظ للذات الإنسانية تميزها عن بقية الكائنات بالعقل والنطق والتكليف، ويعطيها أحقيتها في خلافة الله في الأرض. ويوازي الاعتدال في الكيان الإنساني، العدالة في المدينة من حيث نسبتها للحاكم، وقدرته على إحداث التناغم والتوافق بين طبقات المجتمع وفئاته، أي حسن السياسة والتدبير والإنصاف.

[ الأنترنت - موقع مجلة نزوى - مثال السؤدد، هواجس الحنين المؤرق للمثال المشتهى - هالة أحمد فؤاد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .