أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة الرابعة والخمســون في موضـــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الرابعة والخمسون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :النسب الشريف :
فقد كانوا يرمقون النبي بأبصارهم فترتعد عنه ايديهم ذعراً، وكم تواعدوا للفتك به بكل حيلة ومكيدة ولكنهم فشلوا فمنهم من آمن ومنهم من هرب وفر ومنهم من صعق ووقع مغشياً عليه، ومنهم من ضرب الله على عينه فمن ذلك أن قريشاَ اجتمعت على قتله ليلة الهجرة فخرج عليهم من بيته وحث التراب على رؤوسهم وخلص منهم وهم له منتظرين صم بكم عمي فهم لا يبصرون.
وفي مرة بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعاً من غطفان تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعسكر النبي في مكان أصابهم مطر كثير فاختلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نزع ثيابه فنشرها لتجف وألقاها على شجرة ثم اضطجع تحتها، فقال القوم من غطفان لسيدهم دعثور بن الحارث: قَدْ أَمْكَنَكَ مُحَمَّدٌ، وَقَدِ انْفَرَدَ مِنْ أَصْحَابِهِ حَيْثُ إِنْ غَوَّثَ بِأَصْحَابِهِ لَمْ يُغَثْ حَتَّى تَقْتُلَهُ، فَاخْتَارَ سَيْفًا مِنْ سُيوفِهِمْ صَارِمًا ثُمَّ أَقْبَلَ مُشْتَمِلا عَلَى السَّيْفِ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ مَشْهُورًا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي الْيَوْمَ؟ قَالَ: " اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "، وَدَفَعَ جِبْرِيلُ فِي صَدْرِهِ فَوَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: " مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ " قَالَ: لا أَحَدَ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَلا أُكَثِّرُ عَلَيْكَ جَمْعًا أَبَدًا، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ، ثُمَّ أَدْبَرَ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لأَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ "، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالُوا: أَيْنَ مَا كُنْتَ تَقُولُ وَقَدْ أَمْكَنَكَ وَالسَّيْفُ فِي يَدِكَ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ وَاللَّهِ ذَلِكَ رَأْيِي، وَلَكِنْ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ أَبْيَضَ طَوِيلٍ فَدَفَعَ فِي صَدْرِي، فَوَقَعْتُ لِظَهْرِي فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مَلَكٌ، وَشَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهِ لا أُكَثِّرُ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى الإِسْلامِ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ) .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .