أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة السابعة والأربعـــــــــــــــون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السابعة والأربعون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
*سَيِّد الأخلاق : (خُلُق الحياء) :
ويشهدُ له الحديثُ الآخرُ عند الحاكِمِ وصحَّحَهُ على شرطِ الشيخينِ ووافَقَهُ الذهبيُّ : " الحياءُ والإيمانُ قُرِنا جميعًا ، فإذا رُفِع أحدُهما رُفِعَ الآخرُ " .
فإذا رُفِعَ الإيمانُ قَلَّ الحياءُ ، وإذا رُفِعَ الحياءُ قَلَّ الإيمانُ ؛ ولذلك كان الحياءُ هو خُلقُ الإسلامِ .
وكما ذكرتُ فإنَّ الحياءَ صِفةٌ مِن صفاتِ اللهِ عزّ وجَلّ ، والذي يستحيي مِنَ اللهِ عزّ وجَلّ ويستحيي مِنَ الخَلقِ ويَتّصِفُ بهذا الْخُلُقِ الكريمِ فقَدْ وَافَقَ اللهُ سبحانه وتعالى في هذه الصِّفَةِ واتَّصَفَ بِها .
يقول ابنُ القيمِ رحمه الله : ومَنْ وافقَ الله في صِفَةٍ مِنْ صفاتِه قادتْه تلك الصفةُ إليه بِزِمَامِهِ وأدخلتْه على ربِّه ، وأدنتْه منه وقرّبتْه مِن رحمتِه ، وصيّرتْه مَحبُوباً له . اهـ .
فالذي يَتّصِف بِصفةٍ مِن صِفاتِ اللهِ عز وجل تقرّبُه تلكَ الصفةُ إلى الله
، لأنَّ اللهَ عز وجل لا يتَّصِفُ إلاّ بصفاتِ الكمال ، كالذي يتَّصِفُ بالغَيرَةِ ، والذي يتصفُ بالحياءِ لابُدَّ أنْ يقودَ هذا الحياءُ إلى اللهِ عز وجل .
ولذلك قال ابنُ القيمِ في موضعٍ آخَرَ : الحياءُ أصلُ كُلِّ خَيرٍ ، وذهابُه ذهابُ الخيرِ أجمَعه . اهـ .
ولو لم يكُنْ في الحياءِ إلا أنَّهُ سَيّد الأخلاق ، وحُسْن الْخُلُق يُقرِّبُ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ القيامةِ ؛ لَكَفَى ، وحَسْبُكَ بهذه الْمَنْزِلةِ شَرَفًا أنْ تكونَ يومَ القيامةِ مِنَ أَقْرَبِ النَّاسِ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، يقول صلى الله عليه وسلم : " إنَّ مِنَ أحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقا " كما في المسندِ وعند الترمذيِّ مع اختلافِ الصحابي .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .