أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــة الثانية في موضـــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع ( الديان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان (المقدمة والتعريف ) :                                     البِرّلا يبْلى والذَّنْب لايُنسى والدَّيان لايموت اِعمْل ما شِئت كما تدين تُدان

، كنت مرَّةً مع أحد الأصْدِقاء فارْتَكَبَ حادِث سَيْر، خلاصته أنه رجع إلى الوراء دون أنْ ينْتَبِه وكانت وراءه سيارة فَدَخَل في مؤَخِّرِتِها وكسر مصابيحَها وأتْلَف بعض أجْزائِها فَنَزَلَ صاحِب السيارة التي ضُرِبَت فَنَظَر إليه فقال: أنا أُسامِحُك اذْهب وشأْنَكَ ؛ لم أفهْم أنا الذي جرى ! فإذا بي أرى مِن صديقي دمْعَةً تنْحَدِر على خَدَّيْه، فقلت: لعله رجُلٌ مَيْسور الحال سامحك، هلاَّ وفَّرْت على جيبك ألْف ليرة أو ألْفَيْن ؟ فقال: ليس الأمر كذلك بل إنني قبل عامَيْن كنت في بلَدٍ مُجاوِر فصدمت مرْكَبَةٌ سيارَتِي وأصابَتْها بِالعَطَب وكان صاحِب المرْكبة الصادمة رجُلٌ ديِّن وزوْجَتُهُ مُحَجَّبة وكذا بناتُهُ فما أردْت أنْ أُفْسِد عليهم نُزْهَتَهُم فقُلْت له: انْطَلِق أنا أُسامِحُك فذاك العمل لم يضِع ثوابه بل بعد عامَيْن جنيت ثواب ما قدمت، وهو ما رأيته الآن ‍! وعلى هذا فَقِسْ.

 البِرّ لا يبْلى والذَّنْب لا يُنسى والدَّيان لا يموت اعْمل ما شِئت كما تدين تُدان، وما أكْرَمَ شابٌ شَيْخاً لِسِنِّهِ إلا سَخَّر الله له من يُكْرِمُهُ عند سِنِّه فهذا شابٌ وقف بِمَرْكَبَةٍ عامة لِشَيْخٍ كبير قد تدور الأيام وتَمْضي على هذا الحادِث خَمْسون عاماً ولا بد من أنْ يَقِفَ شابٌ بِغايَة الأدب لِهذا الشَّيْخ الذي كان شاباً ويُقَدِّم له آيات التَّبْجيل والاحترام ؛ بل إنَّ القَرْض يُؤَدى وما قَوْلُكم أنَّ الله سُبْحانه وتعالى وَصَف كلَّ عَمَلٍ صالِحٍ على الإطْلاق تِّجاه أيّ مَخْلوقٍ كائِناً مَن كان بِأنَّهُ إقْراضٌ لله عز وجل قال تعالى:﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

(245)﴾(سورة البقرة)

 حدَثني أخٌ أنّهُ جَهِد في إنْقاذ حياةِ هِرَّةٍ من المَوْت وفي اليوم التالي كاد ابْنُهُ أنْ يسْقُط تحت مَرْكَبَةٍ وتَشْطُرُهُ شَطْرَين لكِنَّ إِنْساناً اندفع من مَحَلٍّ تِجاري فأمسك ابنه وأنْقذه من الحادِث، البِرّ لا يبْلى والذَّنْب لا يُنسى والدَّيان لا يموت اِعْمل ما شِئت كما تدين تُدان حتى قوْله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا  مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(40)﴾ (سورة فصلت) [الأنترنت – موقع موسوعة النابلسي- اسم الله الديّان ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .