أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة الواحدة والتسعون في موضــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والتسعون في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى

 وصفا ته وهي بعنوان: الله هو العدل :

فظهر بهذا أن كونه ملكا حقا ليوم الدين إنما يظهر بسبب العدل ... 

   قال ابن كثير: أي لا يظلم أحدا من خلقه بل هو الحكم العدل الذي لا يجوز تبارك وتعالى وتقدس وتنزه الغني الحميد ولهذا جاء في الحديث الصحيح من رواية أبي ذر رضي الله عنه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: [ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ] الحديث  

ومعنى كونه { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  }  آل عمران: ١٨ قائما بالعدل كما يقال فلان قائم بالتدبير أي يجريه على الاستقامة؛ وهذا العدل منه سبحانه ما هو متصل بباب الدنيا ومنه ما هو متصل بباب الدين؛ أما المتصل بالدين فانظر أولاً: في كيفية خلقة أعضاء الإنسان حتى تعرف عدل الله تعالى فيها، ثم انظر إلى اختلاف أحوال الخلق في الحسن والقبح والغنى والفقر والصحة السقم وطول العمر وقصره واللذة والآلام، واقطع بأن كل ذلك عدل من الله وحكمة وصواب، ثم انظر في كيفية خلقة العناصر وأجرام الأفلاك وتقدير كل واحد منها بقدر معين وخاصية معينة واقطع بأن كل ذلك حكمة وصواب، أما ما يتصل بأمر الدين فانظر إلى اختلاف الخلق في العلم والجهل والفطانة والبلادة والهداية والغواية واقطع بأن كل ذلك عدل وقسط...

   وأما قوله: { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ  } هود: ٥٦ ، أي مع كونه مالكا قاهرا متصرفا في عباده نواصيهم بيده فهو على صراط مستقيم وهو العدل الذي يتصرف به فيهم فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره وأمره ونهيه وثوابه وعقابه فخبره كله صدق وقضاؤه كله عدل وأمره كله مصلحة والذي نهى عنه كله مفسدة، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله، ورحمته وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته .                                               إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .