أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــة التسعــــــــــون في موضــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة التسعون في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفا ته

وهي بعنوان: الله هو العدل :

   وقال ابن القيم: والله سبحانه حي قادر متكلم يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم وهذا وصف له بغاية الكمال والحمد فإن أمره بالعدل وهو الحق يتضمن أنه سبحانه عالم به معَلِّم له راض آمرٌ لعباده به محب لأهله لا يأمر بسواه بل تَنَرَّهّ عن ضده الذي هو الجَور والظلم والسفه والباطل بل أمره وشرعه عدل كله وأهل العدل هم أولياؤه وأحباؤه وهم المجاورون له عن يمينه على منابر من نور وأمره بالعدل يتناول الأمر الشرعي الديني والأمر القَدَرِيّ الكوني وكلاهما عدلٌ لا جَور فيه بوجهٍ ما كما في الحديث الصحيح: ( اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل فيّ قضاؤك ... ) الحديث فقضاؤه هو أمره الكوني فإنما أمْرُهُ إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فلا يأمر إلا بحق وعدل وقضاؤه وقدره القائم به حق وعدل ...  

   وفي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يمين الله ملأى

 لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات

والأرض فإنه لم يغض ما فيه يمينه والقسط بيده الأخرى يرفع ويخفض ) .

   فبين صلى الله عليه وسلم أن الفضل بيده اليمنى والعدل بيده الأخرى ومعلوم أنه مع أن كلتا يديه يمين فالفضل أعلى من العدل وهو سبحانه كل رحمة منه فضل وكل نقمة منه عدل، ورحمته أفضل من نقمته ولهذا كان المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن ولم يكونوا على يده الأخرى وجعلهم عن يمين الرحمن تفضيلا لهم فكما أن الخلق لا يخرج عن الحكمة فلم يخلق شيئا عبثا فكذلك لا يأمر ولا ينهى إلا بما هو عدل وحكمة وإحسان .

   وقد أظهر سبحانه للعالمين كمال عدله فقال: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ فصلت: ٤٦ثم بيّن كيفية العدل فقال: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ } الأنبياء: ٤٧

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .